حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17323

صورة من أرض الكرامة

صورة من أرض الكرامة

صورة من أرض الكرامة

18-03-2008 05:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 النقيب عطالله والرقيب مفلح و الشاويش عواد والجندي عايش مجموعة من الجنود من لواء القادسية ،صدرت لهم الاوامر بالتمركز على تله مشرفة على الواجهة الأمامية وعلى نقطة مطلة على جسر الامير محمد (داميا) وبعد ان تم إعداد ستار واقي من اكياس الرمل والتراب وتم نصب مدفع هاوزر بالإضافة لرشاش 500 ومدفع هاون ، تمركز الاربعة وعيون جاحظة ترقب خطوط العدو وتنقل عبر اللاسلكي كل حركة لمركز القيادة جباه سمراء لوحتها شمس الصحراء الاردنية يضئ جباههم لمعان الشعار الفضي الموسوم بعبارة الجيش العربي ، كانت درجة الاستعداد في قمتها والدماء تغلي في عروق الرجال اربعة من الرجال اختلفت موارد شربهم ومنابع مياههم جاؤوا من مختلف امتداد الوطن جمعهم الخندق وحب التضحية والدفاع عن الوطن ، تشاركوا حديث الذكريات والرغبة في الانتقام ممن يدنس تراب الوطن ، كان النقيب عطالله يتفقد همة الرجال بين الساعة والساعة يتحدثون همساً يفرح مسامعهم عبارات التعزيز (عفية النشامى ، حيهم سباع الليل ، كفو والله دواسين الظلمى ، والله عيونك يا عواد عيون صقر ،......) وتأتي الردود من حناجر الرجال (ابشر والله ما يعبروا إلا على جثثنا ....يخسوا هالانذال انهم يطو تراب الاردن ..... قامت القوات الإسرائيلية بعدة محاولات لاجتياز جسر الأمير محمد بقوات مؤلفة من كتيبة مشاة وكتيبة دبابات الساعة 640. يوم 21 آذار 1968واستطاعت الوصول إلى غرب مثلث المصري وتصدت لها قوات الحجاب من لواء القادسية والدروع واستطاعت وقف تقدمه نحو مرتفعات العارضة بعد أن أحدث في أسلحة الإسناد خسائر عديدة من رماية الدبابات الإسرائيلية التي أخذت باقتحام مواقع المشاة وأمر قائد القوة بالانسحاب إلى مواقع جديدة وتقدمت القوات الإسرائيلية خلف قوات الحجاب حتى مثلث المصري وكان هدفه اختراق المواقع الأردنية والتقدم عن طريق مثلث المصري ـ العارضة- إلى مرتفعات السلط الشمالية لكن صمود واستبسال الجيش العربي الأردني والعريف عطالله وزملائه جعل القيادة الإسرائيلية تصدر أوامرها بالتراجع إلى غربي النهر ليترك العدو الكثير من الخسائر في المعدات والأرواح. وصرح لاحقاً المقدم اهارون بليد قائد مجموعة القتال الإسرائيلية قال " لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر قصفاً كهذا من قبل أصيبت دباباتي في العملية ما عدا اثنتين" . وكانت نقطة النقيب عطالله تشهد زخماً كبيراً في القصف وكانت السبب في فتح ثغرات في ارتال العدو وواقعت عدد كبير من القتلى والجرحى والخسائر المادية ، ومع كل صلية رصاص ورمية مدفيعة كان الرقيب مفلح يطلق زغرودة مدوية تطغى على صوت القصف. على الجانب الإسرائلي وصلت معلومات ان هناك نقطة ساخنة على سفح تلة مطلة على الجسر وكان يصدر عنها اشد قصف وتشكل عقبة امام تقدم قواتهم إلى مرتفعات السلط وتحقيق الاهداف ، عندها صدرت الاوامر بضرورة تركيز القصف على تلك النقطة وفعلا .....ما هي إلا لحظات وإذ بقذيفة مدوية تغطي الرجال بكومة من التراب وتوقف زغرودة مفلح وتكبير الشاويش عواد وصياح عايش، زحف الشاويش عواد والدماء تنزف منه ليتفقد زملائة وهو يتذكر ان النقيب عطالله كان خلف مدفع الهاون اقترب منه ووجده بالنفس الاخير تناول مطرة الماء واخذ يسكب منها على فمه المضرج بالدماء وهو يصيح به اذكر الله يا عطالله بيك وحد الله يا رجل قول اشهد ان لا إله إلا الله ...تمتم عطالله بتلك الكلمات وفارق الحياة عندها صاح عواد الله الله اكبر وينك يا مفلح وينك يا عايش ولم يسمع إلا انين من تحت الستار الترابي وإذا به عايش وقد فقد يده اليمنى التي كانت (تلقم) الهاوزر بالذخيرة وبجانبه سقط مفلح ولم يتبقى منه إلا دمائة روت تراب الوطن. فزع الجنود الاقرب لموقع الشهيد عطالله وزملائة وقاموا بإسعاف الجرحى ونقل الجميع لملمستشفى الميداني..... صمدت القوات الأردنية على الرغم من تفوق القوات الإسرائيلية بالعدة والعدد وتمكنت القوات الأردنية من تدمير عدد من دبابات القوات الإسرائيلية وقتل عدد من جنوده واستطاعت منعه من احتلال مواقع من مرتفعات مؤاب مما اضطره إلى الانسحاب الساعة 1700 ا من اليوم نفسه 21 آذار 1968 . واستطاعت قوات الحجاب إحباط محاولة القوات الإسرائيلية اجتياز جسر الأمير عبد الله (سويمة) على واجهة لواء حطين بعد أن تعززت بقوات إضافية استطاعت إفشال عملية التجسير على النهر . فقد عايش يده اليمنى وبعد خدمة مشرفة للوطن دامت اكثر من 20 سنة احيل للتقاعد اما الشاويش عواد فقد جزء من قدمه اليسرى وما زالت آثار شظيه تركت معالمها على قمة رأسه وهو يحمل معه اجمل الذكريات واروع الصور وفي كل عام وبمثل هذه الايام تسيل دمعة من عيون الشاويش عواد على رفاق الدرب والسلاح وهو يسمع كلمات جلالة الملك المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال ": " لقد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة منعطفاً هاماً في حياتنا ذلك أنها هزت بعنف أسطورة القوات الإسرائيلية كل ذلك بفضل إيمانكم و بفضل ما قمتم به من جهد وما حققتم من تنظيم حيث أعدتم إحكام حقوقكم واجدتم استخدام السلاح الذي وضع في أيديكم وطبقتم الجديد من الأساليب والحديث من الخطط وإنني لعلى يقين بأن هذا البلد سيبقى منطلقاً للتحرير ودرعاً للصمود وموئلاً للنضال والمناضلين يحمى بسواعدهم ويذاد عنه بأرواحهم وإلى النصر في يوم الكرامة الكبرى والله معكم ".








طباعة
  • المشاهدات: 17323
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-03-2008 05:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم