حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8634

الولايات المتحدة والقضية الفلسطينية

الولايات المتحدة والقضية الفلسطينية

الولايات المتحدة والقضية الفلسطينية

06-12-2023 09:07 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فايز الفايز
لم يعد هناك أي شك بأن القوات الصهيونية التي تدك كل ما يراه سلاح الجو الصهيوني على مساحة قطاع غزة حتى تركت شمال غزة قاعاً صفصفاً حتى هذه الساعة، لا تزال قوات العدو تتوسع في تهجير الغزّييّن من نساء وأطفال وشيوخ، وتتعمد تدمير بيوتهم والمستشفيات، بهدف تهجيرهم، فمخطىء من لا يرى بعينه أن الهجوم الذي نفذته قوات القسام يوم السابع من تشرين ثاني كان مفتاحاً لمسح غزة عن الوجود وإعادة احتلالها مجددا وبناء مستعمرات جديدة، وقذف جميع أهل غزة إلى دول لن تستطيع فعل أي شيء مقابل المخطط الصهيوني.

في المؤتمر الذي عقده المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «ماثيوميلر» يوم الإثنين في العاصمة واشنطن،لم يستطع المتحدث التفوه بأي كلمة ضد الجيش الصهيوني،حتى الأسئلة المنطقية عن استهداف المدنيين وتدمير البنى التحتية وقتل آلاف الأطفال،لم تثر إهتمام المتحدث،بل نصّب نفسه محامي دفاع عن القيادة الإسرائيلية وعن حق تل أبيب وجيشها بفعل أي شيء يخدم نتنياهو الذي تطارده المحاكمات بالفساد،وهذا ديدّن الإدارة العظمى في العالم، وكل هذا ما كان لو لم تتنطح واشنطن لدعم الحكومة البربرية، وغض نظرها عن قتل آلاف الأطفال والنساء د?ن أن يرمش أحد منهم.

كل ما جرى تتحمل وزره الإدارة الأمريكية الذي ينص دستورها على حماية المدنيين أينما كانوا، ولكنها تدعم حكومة الاحتلال حيث أصبحت هذه الإدارة قوة دفاع لإسرائيل ومشاركة بالمزيد من الجهود لتهجير أصحاب الأرض، وإن أحصينا حروب الولايات المتحدة عبر سبعين عاماً وأكثر، لوجدنا أن غزوها للعديد من دول العالم الثالث لا يمت لأي تهديد لها، بل هي تستخدم القوة ضد أي دولة يرفع فيها رأس قادتها الأحرار، والحكومة الأمريكية اليوم باتت طرفاً في دعم الحزام الناري ضد الفلسطينيين والجميع اليوم يعرف تعداد الدول التي تم تدميرها واحتلالها?دون أي سبب.

اليوم باتت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً غير محايد فهي جزء من المشكلة وهي محتلة أخرى لفلسطين وداعم رئيس لكل ما يراه أو يقرره نتنياهو، الذي بات يأمر رؤساء دول وشخصيات اعتبارية غير حكومية كي يأتوا إلى تل أبيب ليستمتع بجولة يشرح فيها كيف أن جيشه المرتجف استطاع تدمير مدن بأكملها، فضلاً عن مذكرة الجلب التي قادت أهم شخصية على مستوى العالم وهو «إليون ماسك» كي يرى بعين واحدة آثار الدمار نتيجة قصف الصواريخ المدمرّة، ثم ينصاع إلى رغبة نتنياهو ويرفض الذهاب إلى قطاع غزة كي يرى عمق المأساة التي لم يشهدها العال? منذ ستين عاماً.

إن تهجير الفلسطينيين لن يتوقف، لقد خرج مليونا نازح إلى قريب من الحدود المصرية، فارين من الغارات التي كانت تطاردهم دون أي تمييز ودون أي رفة رمش، ناهيك عن الشهداء الذين لا زالوا تحت الأنقاض، وأي عين تبصر حقيقة ما يجري سيعلم صاحبها أن التهجير قادم، وبموافقة أمريكية أوروبية، وحتى لو لم توافق تلك الدول ستستمر سلاسل المهجرّين عبر معبر رفح، فهذه ليست المرة الأولى، بل قامت قوات العدو بتهجير وطرد آلاف الغزيين وأبناء الضفة الغربية إلى خارج أرضهم نحو دولٍ قريبة، فكما رأينا كيف استقبلت حكومة الشيشان مجموعة من الفلسطين?ين من نساء وأطفال وآبائهم.

من لا يرى ما يجري في غزة التي لم يتبق فيها سوى بضعة آلاف، فإنه يضحك على نفسه، وهو يعلم يقيناً أن التاريخ يعود بوجهه القبيح، ليعيد نكبة ونكسة آخرى لتشتيت الفلسطينيين كما فعلوا خلال الأعوام 1947 حتى 1967، وسوف يقذفوهم خارج حدود غزة، وعندما يقول الكاهن الصهيوني أن علينا مسح غزة كي نقضي على حماس، فهو يرسم خارطة طريق جديدة، يرى في أحلامه ذكريات طرد اليهود من أوروبا طيلة قرون خلت، بل هو يثأر لتاريخ يهوده بقتل وتهجير الفلسطينيين، وإذا أصرّ على ذلك فلن تستطيع أي قوة منعه من ذلك، والنتيجة الحتمية هي مزيد من اللاجئي? إلى دول الجوار، وهذا ما حذر منه جلالة الملك يوم أمس.

Royal430@hotmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 8634
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-12-2023 09:07 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم