09-12-2023 04:00 PM
بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
آن الأوان لنا أن نستفيد مما قرأناه بتاريخ الأمم والشعوب القديم والحديث،لنفهم أن عداء الغرب لنا مستحكم قبل التاريخ وبعده،لا يجيز لنا أن نأمن شره.
فمنذ الحرب العالمية الأولى ونحن نكتوي بناره،فقد استعمرنا وألحَقَ بنا الضعف، كما عمل على تجزئتنا وتشتيت شملنا.
فقبل الإسلام كانت بلاد العرب تحت حكم امبراطوريتي الفرس والروم، وبالإسلام صار لهم كيانا وقوة، استطاعوا الإنتصار عليهما ودحرهما، وصار لهم دولة عظمى نشرت تعاليم الإسلام بمختلف بقاع العالم.
ولما وهنت، أفل نجمها وصارت نهبا لمطامع الغرب الإستعماري، لكنها لم تستكن فأعادت نشاطها وبدأت بحركات تحررية ضده، أدت إلى رحيله.
لكنه بمكره زرع أتباعا له في مواقع صنع القرار،وأقام قواعد عسكرية له تحت ذرائع واهية.
وأكثر من ذلك فقد منح حقا لا يملكه لمن لا يستحقه وأقام فيه كيانا غاصبا في فلسطين الحبيبة.
ونظرا لهذا الضعف العربي،فإن وطننا يتعرض لثلاثة مشاريع تطمع به وهي:
(الغربي،الإيراني،التركي).
فبالنسبة للمشروع الغربي ما زال قائما فقبل رحيله (الوهمي) وأثناء استعماره وتحكمه بها فقد جزّأ البلاد إلى دويلات ضعيفة ورسم حدودا متداخلة بين أجزاء الوطن الواحد،لتبقى سببا في إشعال الفتن والفرقة بين الأمة الواحدة، نهب الخيرات سمَّمَ العقول بالمذهبية،الطائفية، والجهوية...ألخ.
ولا ننسى جريمته الكبرى في غرس كيان صهيوني في حلق أمتنا بفلسطين الحبيبة لأجل الحفاظ على مصالحه وأطماعه بوطننا العربي.
وهذا الضعف وهذه التجزئة والتشرذم جعلنا نهب المشاريع الأخرى، الإيراني والتركي:
ولا لوم على أحد،في ذلك فالحيط الواطي يبقى مطمعا ومطية للآخرين .
فإيران لها مشروعها الخاص بها في المنطقة سواء كان ذلك ايجابيا أو سلبيا من وجهة نظر الغير،وهي تعمل بإمرة مرجعية واحدة بجدٍ، بإمكانياتها المتاحة على تنفيذه وتطبيقه،يتمثل في إحياء أمجاد دولة الفرس،في وقت تحكمنا مرجعيات عديدة متنافرة متصارعة لا متحدة.
فقد نشبت أظفار ايران في عدة اقطار عربية وقد بيَّنَت نِيَّتها العدائية للعرب منذ أيام الخميني،فكانت تصريحاتها على لسان وزير خارجيتها آنذاك تصدير ثورتها للدول المجاورة، وبأنها ستغزوها بالكتاب(القرآن الكريم)الذي أنهى امبراطوريتها.
كما أن لتركيا مشروعها الخاص في منطقة الشرق الأوسط تعمل بكل ما أوتيت من قوة وبما لها من علاقة مع النيتو، وتعمل على إحياء الخلافة العثمانية.
ومن أجل تحقيق ذلك فإنها تتبع سياسة المصالح ولو على حساب الروابط الأخرى من دينية وجوار.
وهذه المشاريع الثلاثة كلها طامعة في هذه المنطقة وهي تتقاطع في وجود مصالح لها مما يجعلها على اتفاق داخلي وإن وُجِدَ اختلاف فيما بينها فهو بالظاهر.
فكلا من ايران وتركيا تتقاطع مصالحهما مع المشروع الغربي فلهما نفس المطامع بالضحية الكعكة العربية،لا تدَّخران جهدا في سبيل تحقيق ذلك،وإن أشبعانا محبة بالتظاهر،إلا أنهما تكيدان كيدا مبينا في الباطن .
ويبقى سؤال كبير في الذهن: أين هو المشروع العربي؟لأمة وحيدة متفردة بإسم(الأمة) لأنها تمتلك كل مقومات الأمة؟
اين المشروع العربي الموحد الذي يضع العرب في مكانتهم اللائقة على الخارطة السياسية والإقتصادية والقوة العسكرية ليكون لهم هيبة يُحسَب لها كل حساب بين دول وشعوب العالم.
وماذا ينقصه المشروع العربي، وهو يملك ابعادا جيوسياسية متفرد بها:
موقع جغرافي همزة وصل يقع وسط قارات العالم القديم:آسيا، أوروبا، افريقيا، ويحظى بخمسة ممرات مائية وهي: جبل طارق
(المغرب) باب المندب (اليمن) تيران (السعودية) قناة السويس (مصر) هرمز (عمان) وقد منحته أهمية تجارية في العالم.
ولديه من البحار:البحر الأحمر، شواطئ البحر المتوسط الغربية والجنوبية،الخليج العربي،البحر الميت،كماأنه يطل على المحيط الأطلسي غربا،والمحيط الهندي شرقا.
ولا ننسى ما لديه من موارد وخيرات لا تعد ولا تحصى.
وفوق كل تلك الإعتبارات ما حباه الله تعالى من تكريم فهو مهبط جميع الشرائع الإلهية
التي أُنزلت على الأنبياء والرسل
وتُوِّجَت برسالة الدين الإسلامي التي أنزلها الله تعالى على خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد كل هذا نتساءل:
هل المشروع العربي يتمثل في تجزئة الوطن الواحد؟وبناء
كيانات سياسية ضعيفةوتجزئة
الأمة وغرس وافتعال عداوات بين الإشقاء؟وتدمير الديار؟
وكأننا الوحيدون في هذا العالم نتنافس فيما بيننا،دون وعي لوجود غيرنا وبما يكيده لنا من مكائد !!!؟؟
أو هل يتمثل في الأستسلام والهرولة والتطبيع مع العدو و تسليمه زمام الأمور؟؟؟
أين المشروع العربي في ظل هيئة الأمم المتحدة التي تضم دول العالم،في ظل مجلس أمن
مرهون بفيتو تتحكم به خمس دول غالبيتها غربية استعمارية ترعى مصالحها على حساب كل العالم.
بل أي هيئة أمم ومجلس أمن وسلفهما عصبة الأمم تأسست سنة١٩١٩(بريطانيا، فرنسا،اليابان
إيطاليا) وليدة الحرب العالمية الأولى بحجة تعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن الدوليين،بل هي عصابة شر،لم تمنع الحرب العالمية الثانية ولا الحروب المتتالية،وهي محراك الشر في كل ارجاء العالم وخير شاهد على ذلك ما يحدث في غزة هاشم الأبية.
لله درها من أمة استعذبت الهوان على المعزة!!!
فلسطينُ الحبيبة تُسلب،غزةُ العزة تُذبح،كل هذا يجري تحت سمع وبصر العالم وبصر الأمم المتحدة ومجلس أمنها يفشل في إيقاف المجازر بفلسطين الحبيبة وقطاع غزة الدامي.
والأنكى أن كل ذلك يجري تحت سمع وبصر رايات العرب،
ولم تحرك ساكنا سوى الجري وراء الشجب،الإستنكار،التوسط
مابين الشقيق والعدو!!واعجباا.
فيا نخوة المعتصم:
لامست أسماعهم لكنها لم
تلامس نخوة المعتصم
....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-12-2023 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |