11-12-2023 09:18 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
سيختم نتنياهو حياته السياسية بجريمة قطاع غزة، وستبقى هذه الأيام الصعبة في ذاكرة العالم كشاهد على سيرة سوداء في تاريخ إسرائيل، ومن ورائها إدارة بايدن.
فما حظيت به إسرائيل من دعم لا محدود لاستمرار آلة القتل والتهجير في قطاع غزة، كان صدمة للوعي العام العالمي الذي لطالما تحدث عن القيم وحقوق الإنسان، وتشدق بمفاهيم ومقررات حماية المدنيين خلال الحروب، لتأتي هذه الحرب وتكشف عن وجه اخر للغرب، الذي حاول تدارك بعض الشيء منه في تصويته الأخير بمجلس الأمن، بامتناع بريطانيا عن التصويت، بموقف يراوح ويحاول حفظ وجه الماء بعدما فضحت غزة الانجرار وراء إسرائيل، ليصل عدد الشهداء إلى ما يقرب عشرين ألفا.
لاشك أن نتنياهو حشد كل جهد، ليأخذ هذا الدعم من إدارة بايدن، وحاول ان يخوض معركته الأخيرة غير آبه بالنتائج الميدانية بقدر محاولته الخروج من المشهد بصورة المنتصر بعيون الشارع الإسرائيلي، عله يمحو ما لحق به من قضايا فساد، وحتى لو اجمع العالم على أنه مجرم حرب.
من يتأمل سيرة نتنياهو يدرك أن رحلته كانت من اليمين إلى أقصى اليمين، محاولا في كل انزياح له أن يخوض حربا أو يقود غزوة ضد الفلسطينيين، واليوم هو يرسم لنفسه هذه النهاية.
فالحرب على قطاع غزة، أثبتت فشل نتنياهو وحكومته، وصور المأساة من هناك هزت العالم، رغم أنها لم تهز معظم الساسة الغربيين، لذا فإن هذه الحرب التي يشنها نتنياهو المأزوم، تنتج اليوم طبقة سياسيةراحلة على ركام وآهات الغزيين بدءا بنتنياهو وليس انتهاء ببايدن.
وما الحاضر الذي نعيشه والمأساة في القطاع، سوى فصل من تاريخ أسود ينتهي بسواد أكبر الشاهد عليه الاجرام والشهيدة هي غزة، فالمأساة التي سيتركها نتنياهو ستكنس معه حلفاءه جميعا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-12-2023 09:18 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |