11-12-2023 09:19 AM
بقلم : سهير بشناق
سأحمل لك «الياسمين» الذي قطفته لك من أوراق الشجر.. وسأدعوك لتشتمي رائحته وتحدقي جيداً بنقائه وكم يمتلك من العنفوان الجميل لينثر عطره في كل الأمكنة ولا يغادرها أبداً.. وكيف لا وأنت كل الياسمين وأجمله..
تكبرين عاماً وما الأعوام سوى تلك الياسمينة التي خبأتها بأوراق كتابي وملأت بعطرها صفحات رواياتي بكل فصولها.
عندما يكبرن «البنات».. يكبر الحب بالقلب وتتحول الأمومة عاماً تلو الآخر «لصداقة» ممزوجة بمشاعر خوف وتفهم ومحاولات كبيرة للالتقاء دوماً بمكان واحد لا يملؤه سوى عطر الياسمين كي يبقى يُذكرنا برونق العمر.
تختلف أحلامنا ولربما لا نرى الحياة بعين واحدة.. وذاك من باب عدل العمر فلكل زمن أحلامه ومخاوفه وتجاربه التي لا نملك نحن سوى أن نحبها كما نحب عطر الياسمين.. ولكننا نبقيه على أغصان شجرة لا نقطفه كي يبقى أجمل.
تكبرين عاماً ولا أملك سوى أن أراقب عالمك وأحاول دوماً أن أنثر به تلك الياسمينة التي خبأتها بصفحات العمر وهي لا تزال صغيرة.
لا أملك سوى أن أتخيل حجم أحلامك وإن روداتني مشاعر الخوف.. فحتى الأحلام لا تزال بقلبي مسكونة بكل ما هو جميل ونقي لك كنقاء الياسمين.
تكبرين عاماً. وأدرك جيداً أن علي أن أجيد دور «الصديقة» أكثر بكثير من دور الأم..
وأني لا أملك سوى أن أراقب تلك اللوحة التي ترسمينها أنت.. ولا أملك بها سوى ورود الياسمين التي لم تنسي أنت ابداً أن تُعطرين الوانك بها.
تكبرين عاماً.. وأنا فقط أدرك معنى السنوات.. لأن القلب ما زال ينبض بأول أنفاسك على هذه الحياة.. وأولى كلماتك وخطواتك وأحلامك.
ما تزال الذاكرة محملة بكل فصول أيامك وكأنك لم تكبرين عاماً.. ولم تغادري حضني يوماً فذاك هو الفصل الذي أعيده مرات ومرات وكم تمنيت أن يبقى.. وما أمنياتنا لأطفالنا سوى محطة عابرة بأيامهم لا يكررها الزمن..
تكبرين عاماً.. ويبقى بالقلب مكاناً للحب.. ولنقاء الياسمين وعطره.. لا يشبه سوى حب بالقلب بحجم كل العمر وأكثر..
لربما تدركين يوماً ماذا يعني «الياسمين» بالقلب.. وكيف يمكن أن يبقى عبق الأيام وأجمل الأحلام.. يزهو ويكبر بالروح.. حينها فقط لربما ترسمين شيء مني في لوحتك ولا تنسي أبداً ماذا يعني الياسمين بقلبي..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-12-2023 09:19 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |