11-12-2023 10:02 AM
بقلم : سيف منور
مر على الوطن العربي في حروبه مع امريكا واسرائيل شخصيتان اعلاميتان اسطاعتا ان يصنعا لنا وهم النصر ، ثم عندما تكشّف غبار المعركة شعرنا بالهزيمة ، ولم تُشف الامة العربية من تلك الصدمتين ، الاولى كانت مع احمد سعيد في اذاعة صوت العرب في حرب 67 ، التي كان يخبر العرب بها عن اسقاط عشرات الطائرات واننا على بعد اميال من تل ابيب ، وعندما تكشفت الفاجعة ، مُني العرب بهزيمة ال67 ، والرجل الثاني كان الصحاف في غزو اميركا للعراق ، وكان يقول ان ( العلوج ) دمرت دباباتهم على اسوار بغداد ومسحو من على وجه الارض في معركة المطار ، ويقصد هنا مطار بغداد الدولي ، ومع الساعات الاولى من انبلاج خيوط المعركة ، دُمر العراق وسقطت بغداد .
اليوم نحن مع ابو عبيدة ، الناطق باسم كتائب القسام ، هذا الرجل الذي بات يطل علينا بين الفينة والاخرى باخبار المعارك والاشتباكات ، واكاد اجزم ان نصف مشاهدي محطات التلفزة تنتظر خروجه كل ليلة ، الا انه بات يتدلل على مشاهديه ولا يخرج يوميا ، بل يظهر عند الحاجة ، واصبح باعتقادي متابعوه من الصهاينة ، اكثر من متابعيه من الجانب العربي ، لانه يجسد كل ما يقوله بالصور ، التي تتبع ظهوره المسجل على الشاشة ، حيث تتم اذاعة فيديوهات الاعلام العسكري التي تبين صدق ما قاله في البيان من قنص للدبابات والجنود والاليات .
يا لحظك يا ابا عبيدة في محبة الناس لك ، وتصديقهم لاقوالك ، فالمُلثم الذي يخفي وجهه لا يطلب الشهرة بل يبتغي تحرير ارضه ووجه الله ، والذي يخفي اسمه الحقيقي ويتكنّى باسم احد الصحابة " ابو عبيدة عامر ابن الجراح " هو لا يريد المجد الشخصي ، من هنا ذاع صيته بين المتابعين والمراقبين ، وحتى المعلقين الاسرائليين الذين يأتون على ذكره في اغلب المقابلات التلفزيونية ، فان نجحت عملية طوفان الاقصى فالنجاح للمقاتلين ، وان اخفقت فالاخفاق معلوم سببه ، لقلة العدة والعتاد ، فلا يتأثر ابو عبيدة في كلتا الحالتين ، فهو الناطق باسم المقالتين ، ويستطيع بعد انتهاء الحرب ان يعود الى عمله السابق ان كان مدرسا او تاجرا او حتى بائع فواكه ، لانه لم يبغ مجد شخصي ولا شهرة مؤقتة .
لله در المقاومة.. وحمى الله المقاتلين
سيف منور
باحث سياسي وقانوني
Saifmenwer0@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-12-2023 10:02 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |