11-12-2023 12:20 PM
بقلم : أ.هاشم أيمن العفيشات
على مدى خمسة و سبعون عامًا، يعكس التاريخ بوضوح صمود وتماسك الموقف الأردني وثباته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الظالم. يظهر التضامن الوطيد بين الموقف الرسمي والشعبي من خلال الوقوف بقوة إلى جانب إخوتهم الفلسطينيين. هذا التوحيد ليس إلا تجسيدًا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الذي أكد بشدة أن المساس بفلسطين وشعبها يشكل خطًا أحمرًا.
تجسيدًا لتلك التوجيهات، يتحد الأردنيون، سواء كانوا في المواقف الرسمية أو بين الشعوب، في رفض جرائم الحرب التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، ويعارضون بشدة محاولات نزعهم من أراضيهم. جلالة الملك قدم بوضوح وبكل شفافية مضامين هامة تكشف الوجه الحقيقي للأحداث والصورة الكاملة لما يعانيه الشعب الفلسطيني من جراء جرائم الحرب
يقف الملك والشعب الأردني كالجسد الواحد في نقل صورة واضحة للمجتمع الدولي حول التحديات والمعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، داعين إلى وقف فوري لتلك الانتهاكات واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على الهوية والأرض الفلسطينية.
و تظهر جبهتنا الداخلية بكل وضوح بكونٍها الراسخ والصلب المتماسك، إن اهتمامنا العميق بوطننا وقيادتنا يعد عاملاً أساسيًا في تعزيز تلاحمنا مع الشعب الفلسطيني. ونعلن بقوة أننا لن نتساهل ولن نقبل بأي مؤامرات تستهدف تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية أو غزة.
نحن عازمون على المضي قدمًا بوتيرة ثابتة وغير قابلة للتغيير، حيث سنظل وفيين ومتماسكين وراء القيادة الهاشمية كصف واحد، دافعين بكل إصرار عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين. سندعم القيادة بكل جهد في جهودها لوقف العدوان على غزة والدفاع عن العدالة، ونطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أرضهم. نرفض بشكل قاطع جميع الجرائم التي قد تُرتكب بحقهم، ونؤكد على أن الأردن القوي يمثل قوة فعّالة لدعم فلسطين وشعبها الصامد بقيادة صاحب الجلالة و ولي عهده الامين.
على مدى التاريخ، كان كل اعتداء على الشعب الفلسطيني له صدى مؤلم في قلوب الأردنيين، ولن تكون لحظة هدوء للأردن والشعب الفلسطيني طالما هناك مؤامرات تُحاك وخطط تُعد لتهجيرهم أو إبادتهم. يظل الأردن قائمًا بثبات ضد كل تلك المحاولات، ويستمر في مقاومة المؤامرات بكل الوسائل الممكنة، من الوقفات الاحتجاجية إلى التنديد والمقاطعة، معبرين عن رفضهم الجماعي للعدوان الغاشم الذي يستهدف الشعب الفلسطيني.
يا صاحب الجلالة، تبرز فروسية حكمتكم بوضوح في الحرب الدبلوماسية الشرسة ضد الكيان الغاصب، وفي ساحات المجتمع الدولي و الاحترافية في فضح الممارسات البشعة والبربرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي تعكس أداءً استثنائيًا وبطوليًا، يثير الفخر والاعتزاز.
و يبرز هذا الأداء الاستثنائي وغير التقليدي لطاقم الحكومة على قوة واستقرار الوطن، ويجعلنا واثقين من أنه سيظل قطب الرحى أي محاولة للتشكيك في دور جلالتكم والقفز عن مسؤولياتك سيعد ضربًا من الوهم والخيال.