بقلم : علي الدلايكة
ان تفاقم الأحداث في غزة وعدم وجود ما يلوح في الافق حاليا يبعث على الامل في الانتقال إلى مرحلة جديدة مغايرة لما يجري هو نتاج انعدام الفكر الاستراتيجي لرجل السياسة الاسرائيلي وصانع القرار حيث انسداد الافق في النظر الى المستقبل وما يمكن أن تصل اليه تبعات التصعيد في الأحداث وما يمكن أن تتفاقم عليه ردود الأفعال وما هو مصير المنطقة وشعوبها وكيف سترسم العلاقات البينية بين دول المنطقة وشعوبها ومن بينها اسرائيل ولن يقف ذلك في حدود المنطقة والاقليم وإنما سيتعدى ذلك الى الدولية والعالمية وكيف ستتأثر بهزات ارتدادية نتيجة الظلم والكيل بعدة مكاييل والعجز الأممي الدولي تجاه أحداث غزة وعدم المقدرة على وضع حد للصلف والعنجهية والتمرد الاسرائيلي ...

أين هم من الفكر الاستراتيجي الذي يرسم لصاحبه خارطة طريق واضحة المعالم ترشده للصواب وتجنبه التمادي في الخطأ وتعفيه وغيره من الشرور والانزلاقات الغير محسوبة ...

على السياسي والقائد أن يمزج بين الفكر السياسي والفكر الاستراتيجي بحيث يكمل كل منهما الاخر وتكون محصلة ذلك قرارات صائبة هادفه تخدم شعوب المنطقة ودولها وتساعد على استشراف المستقبل ولنا في ذلك المثل الأعلى بجلاله الملك الذي عودنا على استراتيجية ثاقبة في الفكر السياسي والامني والاجتماعي والذي انعكس ايجابا على مصلحة الوطن العليا والذي ساعدنا على تخطي الكثير من التحديات والمنعطفات والخروج منها منتصرين الفكر الاستراتيجي لجلالته الذي جعله محط احترام وتقدير ساسة وقادة العالم اجمع والرجوع اليه فيما يخص المنطقة والاقليم الفكر الاستراتيجي لجلالته الذي مكنه من التحدث بلغة واضحة قوية شفافة في جميع المنابر الدولية وطرح ما يجول من افكار وبلسان حال الأمة وهمومها واين تكون مصالحها وتعدى ذلك عالميا وبما يخص ويتعلق بقضايا تهم العالم اجمع كقضايا المياه والمناخ والتلوث والامن الغذائي والتطرف والإرهاب وغيرها الكثير...

لا يكفي ان تكون سياسيا لتكون قائدا وإنما يجب أن تكون ذو فكر استراتيجي لكي تعي وتوظف السياسة لصالح قضايا الأمة وتجنب الوقوع والانزلاق في وحل ومستنقع الاحداث