13-12-2023 01:48 AM
سرايا - حين أصابت غارة جوية إسرائيلية الحي الذي تقيم فيه فاتن أبو خوصة ودمرت منزلها، هرولت إلى الشارع لتبحث في جزع شديد عن ابنتها الصغرى التي كانت قد توجهت للسوق.
ووجدت فاتن، وهي أرملة تبلغ من العمر 37 عاما، ابنتها قمر الشريحي (10 أعوام) مصابة بجروح خطيرة بعد أن استخرجها شبان من تحت أنقاض مسجد في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
ونقلت سيارة قمر إلى مستشفى قريب لعدم وجود سيارات إسعاف. وقالت الأم إن قمر خضعت لعملية جراحية لساعات بتر فيها جزء من ساقها اليسرى وأحيطت ساقها اليمنى المكسورة بدعامات معدنية.
وقالت الأم إن العاملين في المستشفى قالوا لها "ادعيلها، وضعها صعب".
وقالت فاتن التي فقدت زوجها في حادث قبل الحرب، إنها أشق من أي صراع سابق كابدته. وأضافت أن "القصف في كل مكان.. شهداء تحت الأنقاض حتى الآن".
ومضت تقول إن الناس أصبحوا بلا حياة تقريبا وإن الوضع لا يوصف.
ونظرا لخطورة الإصابة التي لحقت بالابنة قمر قبل نحو شهر، فقد سمح لها بمغادرة غزة لتلقي العلاج في مدينة العريش في شمال سيناء المصرية.
وتحدثت فاتن بينما كانت تنتظر السفر مع قمر على متن طائرة استأجرتها حكومة الإمارات إلى أبوظبي حيث تقدم الإمارات العلاج الطبي.
وقالت فاتن، وهي أم لأربعة أطفال، إن ابنتها وابنها التوأمين البالغين من العمر 16 عاما وابنتها البالغة من العمر 18 عاما ما زالوا في غزة.
وفقدت الاتصال بوالديها بعد أن ضربت غارة جوية إسرائيلية حيهم، وقالت إنها مازالت تخشى أن يخطف الموت أطفالها الثلاثة في غزة.
ومضت تقول "انا تعبانة. نفسيتي تعبانة. ما بدور على الأكل، ما بهتم، كل تفكيري بالولاد".
وقصفت إسرائيل غزة جوا واقتحمتها برا وفرضت حصارا عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول الماضي.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 18 ألف شخص استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية، وأصيب أكثر من 49500 آخرين.
وتقول إسرائيل إنها تبذل قصارى جهدها لتقليص الخسائر في صفوف المدنيين لكن مقاتلي حماس يستخدمون المناطق السكنية للاحتماء وهو ما تنفيه الحركة.
وقالت فاتن أبو خوصة أنها لا تطمع في أكثر من العيش كريم لها ولأبنائها بدون دماء ولا حرب.
رويترز