13-12-2023 09:43 AM
بقلم : عوني الداوود
تستضيف مدينة جنيف السويسرية اليوم أعمال المنتدى العالمي للاجئين، الذي يعقده الأردن بالشراكة مع كولومبيا وفرنسا واليابان وأوغندا، وتستضيفه حكومة سويسرا بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
جلالة الملك عبدالله الثاني سيلقي اليوم كلمة في هذا المنتدى العالمي الهام والذي يزيد توقيت انعقاده -رغم أنه موعد مسبق لمنتدى يقام كل أربع سنوات -.يزيد توقيته مع استمرار الحرب العدوانية على غزة العزّة أهمية قصوى لهذا المنتدى.
يعقد المنتدى العالمي للاجئين اليوم وواقع الحال يشهد على:
-حرب ابادة شاملة تنتهجها اسرائيل ضد الابرياء في غزة حتى زاد عدد الشهداء والجرحى حتى اليوم 67 من بدء العدوان على غزة زاد العدد على 70 الف شهيد وجريح 65 % منهم من الاطفال والنساء.
-حرب الابادة وخطط التهجير الممنهجة ضد الغزّيين بل وضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة المتواصلة لجعل جميع الشعب الفلسطيني لاجئا من خلال اجبارهم على اخلاء شمال غزة أولا، ثم الضغط بقوة التدمير عليهم لتهجيرهم الى سيناء..واطلاق قطعان المستوطنين المستعرة على العزّل في الضفة وتهديدهم لاجبارهم على الرحيل من أرض يتمسّكون بها، ويروونها بدمائهم الزكية حتى وصلت المأساة لاستشهاد طفل كل 6 دقائق.
-اسرائيل في حرب الابادة المستعرة التي تنتهجها لا تريد طيّ «ملف اللاجئين وحق العودة» فحسب، فهي قد دفنت كل مشاريع السلام منذ أمد بعيد، لأنها تنتهج ثقافة «القلعة» و«الجدران العازلة»، ولا ولم تؤمن يوما بسلام حقيقي وشامل، لذلك فهي في حربها العدوانية اليوم تريد اغلاق ملف اللاجئين وعودتهم لفلسطين لتفتحه على مصراعيه بتهجيرهم خارج أراضيهم المحتلة.
- الاردن كان واضحا وجليا منذ بدء العدوان على غزة في 7 اكتوبر، وأعلن مرارا وتكرارا وعلى لسان جلالة الملك عبدالله الثاني بأن التهجير «خط احمر»، وتحدث جلالته أمس الاول خلال لقائه رؤساء هيئة الاركان المشتركة وعددا من مديري الاجهزة الامنية المتقاعدين بكل وضوح مؤكدا بأن:
1 - لا حل للقضية الفلسطينية على حساب الاردن.
2 - التهجير «خط أحمر» لانه تصفية للقضية الفلسطينية.
3 - استمرار عنف المستوطنين في الضفة سيؤجج الصراع.
- جلالة الملك أكد - في ذات اللقاء- على أن «قوة الاردن ومنعته سياسيا واقتصاديا وأمنيا هي قوة للاشقاء الفلسطينيين»..وفي هذا المجال وتحديدا في «المنعة الاقتصادية» ونحن نتحدث عن «المنتدى العالمي للاجئين» لا بد من الاشارة الى ان الاردن استقبل كثيرا من موجات اللجوء والنزوح عبر عقود من الزمان كان آخرها اللجوء السوري حيث استضاف الاردن نحو 1.3 مليون من الاشقاء السوريين، رغم كل تداعيات ذلك على الاقتصاد الوطني، ورغم تخلي المجتمع الدولي عن واجباته تجاه دعم الاردن والدول المستضيفة للاجئين.
- الاردن اليوم من اكثر دول المنطقة والعالم تأثرا بموجات اللجوء، واقتصاده اليوم يعاني من:
1 - التحديات التي تواجهها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» من تخلي المجتمع الدولي عن دعمها وهي تواجه اليوم تحديات وضغوطات تضعف قدرتها على القيام بواجباتها في المنطقة، وطاقمها في غزة تعرّض لأكبر موجة عنف في تاريخ الوكالة بعد مقتل نحو 132 من موظفيها جراء العدوان الاسرائيلي.
2 - تقاعس المجتمع الدولي عن واجباته تجاه دعم اللجوء السوري في الاردن.
- بقي أن نشير الى ضرورة استفاقة الضمير العالمي وتخليه عن انتهاج المعايير المزدوجة اليوم في تعامله تجاه قضية اللاجئين الاوكرانيين وأمثالهم من اللاجئين السوريين والفلسطينيين وكافة دول العالم..خصوصا أنه وبحسب أحدث نسخة من «تقرير الاتجاهات العالمية» الصادر عن «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجنين»- حزيران/ يونيو 2023 فان 108.4مليون شخص قد نزحوا قسريًا في جميع أنحاء العالم(نهاية 2022) نتيجة الاضطهاد والصراع والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والأحداث التي تخل بالنظام العام بشكل خطير..اضافة الى المؤشرات التالية:
- ازداد عدد اللاجئين حول العالم من 27.1 مليون في عام 2021، إلى 35.3 مليون شخص بحلول نهاية عام 2022.
- اضطر أكثر من شخصٍ واحد بين كل 74 شخصاً من سكان الأرض للنزوح قسراً.
-أكبر نسبة للاجئين في العالم من: أوكرانيا ( 12 مليون / داخل اوكرانيا وخارجها)- سوريا (7 مليون / خارجها).
- بحسب احصاءات «الاونروا» فإن هناك (5,9 مليون لاجئ فلسطيني) يستحقون التمتع بخدمات «الأونروا».
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-12-2023 09:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |