سرايا - الحمد لله الذي جعلنا من عباده، وشرفنا بمهنة التربية والتعليم، وجعل طلبتنا أقوياء أمناء، تسبق أخلاقُهم علمَهم.

إن معاقبة المسيء فضيلة، وإن بتر القول زور، وإن المزايدة باطلة، والعقوبة للتأديب والتهذيب لا للانتقام أو الثأر.

وإيماناً بذلك فقد اتخذت الجهات المعنية في الجامعة إجراءاتها المعتادة بالتعامل مع أي خروج عن القانون والآداب والأعراف في مؤسسات التعليم الجامعي، فتمت إحالة طالبين اثنين من طلابنا إلى لجنة التحقيق في الجامعة بسبب استخدام اسم الجامعة في نشاطات لا تخصها، على الرغم من التنبيه المستمر على ذلك منذ أكثر من عام، وعلى الرغم من توجيه الإنذار لأحد الطالبين قبل الأحداث الأخيرة للسبب ذاته، ليتفاجأ أعضاء لجنة التحقيق من أساتذة الجامعة بتجاوز أحد الطالبين المذكورين لآداب التعامل مع أعضاء اللجنة، مع ثبوت المخالفة موضوع التحقيق، فاستحقا ما عوقبا به.


ولا يخفى علينا أنه ليس أقبح من إساءة الأدب مع المعلم إلا فعل ذلك باسم قيم الوطنية والدين، ألا ساء ما يفعلون، ولقد كان الأجدر بالطالبين المذكورين التعلم من شباب في سنهم يقاومون من أجل كرامة الأمة وشرفها، لا يبغون مجداً شخصياً ولا يلوون الحقائق، ولا يتعالون على القانون ويحترمون مرجعيتهم.


إن مواقف جامعة العلوم التطبيقية الخاصة واضحة وثابتة ولا مجال للمزايدة عليها، وهي منبثقة من رؤى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية عموماً وما يتعلق بالأحداث الأخيرة في غزة خصوصاً، فهي تؤيد الحق وتدعمه، بمواقف يعرفها القاصي والداني دون الحاجة لذكرها تفصيلاً، وهو جهاد قليل وواجب.


النصر لفلسطين، والأجر لأهلها، والرحمة لشهدائها الذين منهم خريجو جامعتنا، جعلهم الله شفعاء لنا جميعاً، وحفظ الله الأردن عزيزاً منيعاً إلى يوم الدين في ظل سليل الدوحة الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين.