16-12-2023 05:43 PM
بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
من المضحك المبكي أن تتغنى أمتنا ذات القيم والمثل العليا بما سوَّقه الغرب عليها وعلى العالم من شعارات:
ديمقراطية،حقوق الإنسان، حقوق الطفل،المساواة،الحرية، التمكين وآخرها المثلية،كشفت المستور ونبهت للمحذور مسخ الإنسان ونشر البوهيمية.
تغنى الغرب بها كثيرا قولا لا فعلا،.فشتان ما بين اقوالهم و أفعالهم.
من هذه الشعارات مثلا:
فقد تغنى بالديموقراطية، فأين الغرب من عمر بن الخطاب
رضي الله عنه في المواقف:
ديمقراطيته مع عَبْدٍ(أسودٍ)،
ففي أحد مواسم الحج فقد وطأ
العبد على كعب جبله بن الأيهم،
الذي أخذته عزة الجاهلية فلطم
العبد على وجهه.
فاشتكاه العبد(لعمر) فيأمر بالقصاص وطلب بإحضاره كي يلطمه،لكن جبلة اخذته العزة بالإثم،ففَرَّ إلى بلاد الشام وارتد عن الإسلام.
ديموقراطيته مع سلمان الفارسي،عندما وقف عمرخطيبا قائلا:
أيها الناس اسمعوا وأطيعوا
فقال سلمان لا سمع ولا طاعة،
حتى تُبيِّن لنا من أين لك هذا البُرْد الذي إئتزرت به وقد نالك برد واحد مثلنا وأنت رجل طويل لا يكفيك برد واحد.
فنادى عمر ابنه عبدالله سائلا نَشدتُك بالله أليس هذا بُرْدك فأجابه:نعم،فقال سلمان:
الآن مُرْ نسمع ونطيع.
ديموقراطيته مع القبطي المصري الذي اشتكى إليه من ابن عمرو بن العاص،عندما سبقه في السباق،فعز عليه ذلك،فأخذ ابن عمرو بن العاص بضربه ويقول له كيف تسبق ابن الأكرمين.
تم استدعاء عمرو بن العاص وولده للخليفة،فأعطى عمر بن الخطاب سوطا وأمره بضرب ابن عمرو بن العاص،بدأ بضربه واكتفى،فقال له عمر:اضرب أباه،
فأجاب القبطي أخذت حقي من
الذي ضربني.
فقال عمر:لعمرو بن العاص حتى
استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا.
وتتجلى ديموقراطية عمر في أبهى صورة عندما قال: من رأى منكم فيَّ اعوجاجا فليقومه
،فقام رجل وقال:والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا،فقال عمر:(الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يُقوِّم اعوجاج عمر بحد سيفه).
وأين لسان حالنا في هذه الأيام من ذلك التاريخ التليد؟؟؟
هذه بعض المواقف الناصعة في تاريخنا وهي غيض من فيض وغيرها كثير،فهي أفعال قبل الأقوال،فكفانا استغفال و خديعة من عدو الله والإنسانية
وعلينا العودة لقراءة ديننا، وفهم معانيه التي تكفل سعادة لنا في الدنيا ونعيم في الآخرة.
ولنقرأ جغرافيتنا وتاريخنا
جيدا،لنعرف حجمنا ومقدار تأثيرنا في العالم،ولنعد إلى أصالتنا.
فجغرافيتنا منحتنا مفتاح العالم القديم،آسيا،أوروبا،افريقيا
وثروات هائلة توصلنا إلى حد الاكتفاء الذاتي.
وتاريخنا: تاريخ خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر،كرّمها الله بحمل راية الإسلام فأنزلها على محمد آخر الأنبياء والمرسلين.
وحتى تاريخنا في الجاهلية قبل الإسلام فيه صفحات ناصعة شهد بها خير البرية محمد فقال: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
هذه نماذج من ديموقراطيتنا فأين ديموقراطيةالغرب(فوضى
خلاقة)منها،والتي تتجلى في فلسطين السليبة،بغزة الذبيحة وقبلها العراق وليبيا وسورية واليمن وما سلم جزء من وطننا العربي من أذاه وعدوانه.
ودعوة خاصة لمن تأمركوا الحياة،وانبهروا بحضارة الغرب، وغرَّتهم الشعارات،بأن يأخذوا دروسا وعبر مما يحصل وحصل
في فلسطين السليبةوبغزة العزة
وأن لا يصدقوا ما يقال خاصة، من عدو لئيم.
دعونا نعتز بإيماننا بالله،وأن نثق بأنفسنا وبأمتنا،وأن الله ناصرنا.....
ولا ننخدع بمقولة كل افرنجي برنجي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-12-2023 05:43 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |