17-12-2023 11:40 AM
سرايا - فى مثل هذا اليوم 17 ديسمبر من عام 1273م، رحل عن عالمنا جلال الدين الرومى، وهو شاعر، وعالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف.
وقد جاءت لحظة التحول في حياة جلال الدين الرومي عام 1244، عندما التقى بصوفي متجول يُدعى شمس التبريزي، وهنا يقول الكاتب الأمريكى براد غوش، في كتابه (أسرار الرومى: عن حياة وعشق الشاعر الصوفي): "كان جلال الدين الرومي في الـ37 من عمره، واعظًا إسلاميًا تقليديًا وباحثًا، خلفًا لوالده وجده، وقد حدث انجذاب سحري بين الاثنين لمدة ثلاث سنوات؛ فكانا حبيبًا ومحبوبًا أو شيخًا ومريدًا، إذ لم تكن طبيعة العلاقة واضحة أبدًا"، وهكذا أصبح جلال الدين الرومي صوفيًا، وبعد ثلاث سنوات اختفى شمس "ربما اغتاله ابن غيور لجلال الدين الرومي، مما أعطى للرومي درسًا هامًا في الفراق"، فحاول التأقلم بكتابة الشعر.
قدم جلال الدين الرومي المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعري، وكان لشعره التأثير الكبير في الأدب الفارسي والتركي والعربي والأردي، كما أثر في التصوف، كما غنى نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا ترجمات أشعار الرومي لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص.
لقد بدأ جلال الدين الرومى كتابة الشعر في عمر 37 وحتى 67، ألّف 3,000 قصيدة حب لشمس والنبي محمد والله، كما نظم 2,000 من الرباعيات وكتب ملحمة روحية في ستة مجلدات هي كتاب “المثنوي".
وقام جلال الدين الرومي – خلال هذه السنوات – بإدماج الشعر والموسيقى والرقص في ممارسة الشعائر الدينية، يقول (غوش): "كان جلال الرومي يدور حول نفسه بينما يتأمل ويؤلف الشعر، الذي كان يمليه علىّ آخرين، ودونت تلك الرقصات بعد وفاته لتتحول إلى الرقص الأنيق للدراويش"، أو كما كتب جلال الدين الرومي: "كنت أتلو الصلوات، والآن أتلو القوافي والقصائد والأغاني"، وعقب عدة قرون من وفاته، تتلى أعمال جلال الدين الرومي وتُغنى وتُستخدم مع الموسيقى وكمصدر لإلهام الروايات والقصائد والموسيقى والأفلام.
وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد باتباع الطريقة المولوية ورقصة الدراويش التى أسسها فى مدينة قونية التركية فى القرن الثالث عشر ميلادى، حيث كان الشيخ يؤمن بأن الإصغاء إلى الموسيقى والدوران حول النفس هما رحلة روحية تأخذ الإنسان فى رحلة تصاعدية من خلال النفس والمحبة للوصول إلى الكمال، والرحلة تبدأ بالدوران التى تكبر المحبة فى الإنسان فتخفت أنانيته ليجد الحق وحين يعود إلى الواقع، يعود بنضوج أكبر وممتلئ بالمحبة ليكون خادما لغيره من البشر دون تمييز أو مصلحة ذاتية.