17-12-2023 03:15 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
سلاح الغذاء والماء، احد أشكال الأسلحة التي تستعملها الدول، في محاربه اعداءها، ولم يشذ العدو الصهيوني عن هذه القاعدة، سيما وانه يحاصر غزة منذ سنوات طويلة تقارب السبعة عشر عاما، هذا الحصار الذي يشمل كل أنواع البضائع بل والاحتياجات الانسانية، وقد كان اهل غزة وسكانها أقوى من كل ما تحمله كلمة حصار من معنى ومفهوم للقتل والحرمان للانسان المسالم ، ويشاركه كما تعلمون اخوة لنا في الدم العدو هذا الحصار ، ومع كل المعاناة التي عاناها شبعنا الغزاوي المناضل هم زوأطفالهم، إلا انهم حققوا ما عجزت عنه الشعوب الحرة التي لا تعاني من اي قيود على أفعالها واعمالها السلمية وغير السلمية، فصنعوا أدوات تحررهم من هذا العدو الجاثم على صدورهم من سنوات، فكانت الاسلحة الاستراتيجية والصواريخ، والتي كانت (بدائية) في أول خطوات التصنيع، كما وصفها عباس في ذلك الحين (بالعبثية) لعدم تجاوزها مسافات معقولة، لكن الارادة والتحدي هم عنوان تلك المرحلة بالنسبة لأهل غزة والمقاومون منهم، فقدمت لهم إيران وحزب الله المساعدة الفنية والتقنية والمادية ، وكل أشكال المساعده ، كما قال ذلك قبل فترة قصيرة القائد السونار، في مقابلة متلفزة، ...لولا إيران لما استطعنا ان نصل إلى ماوصلنا اليه الان، وقد جاءت ايام طوفان الأقصى العنيفة من حيث الموت والدمار لتمنح هذا العدو اسبابا لتشديد هذا الحصار، القاتل الذي حرمهم الماء والغذاء وكل شيء ، فأصبحوا أضيع من الايتام على مأدبة اللئام، سيما وان جيرانهم واخوانهم يرتعون بالماء والغذاء والشراب وهم فاقدون لذلك ، وفي هذه المعاناة، وظهر الحوثي من تحت رماد موت النظام العربي ودخل المعركة، من خلال موقعه الجغرافي الحساس وسيطرتة الاستراتيجية على باب المندب، وقالها للعدو... ان لا سفينة تصل إليكم عبر البحر الأحمر بغض النظر عن هويتها ، إلا بوقف العدوان على غزة، وإدخال الماء والغذاء لأهلها، وقد طور الحوثي هذا الحصار يوما بعد يوم، الى ان وصل الحال خلو ميناء ايلات من السفن، وهذه إشارة خطيرة شعرت بها الحكومة الاسرائيلية، فلا سفن إسرائيلية وغير إسرائيلية تصل اليهم، الأمر الذي جعل العدو يعلن دون إنذار او مقدمات او شروط مسبقة فتح معبر كفر ابو سالم ، وإدخال مواد غذائية وطبية وغيرها الى القطاع المحاصر، نزولا عند شروط الحوثي، كل ذلك من شدة وتأثير الحصار على الوضع الاقتصادى والمعيشي للمواطن الصهيوني من حيث فقدان المواد الاستهلاكية اليومية وارتفاع اسعارها، فتحية للحوثيين العرب الاقحاح الذين إذا قالوا فعلوا، ونفذوا، لأن هذا العدو لا يفهم إلا القوة بأنواعها واشكالها،
والطوفان القادم أكبر واشد بعون لله