19-12-2023 08:21 AM
بقلم : حاتم القرعان
في لغة الحرب روايات مُختلفة ، ومواقف وقصص متعدّدة ، يبحث بها الجندي عن حلم البقاء ، ويبحث الساسة عن تحقيق أهدافهم ومصالحهم ، عبر كلّ الأعوام الماضية ، تشابهت الأحداث والحروب ، بين غالب ومغلوب ، وأفواه بنادق متماثلة ، بإختلاف الأسباب الخلّاقة لتلك الحروب .
أما في فلسطين شيء آخر ، يقلب المعادلة ، ويغيّر التّوقعات ، ويثبت أن البقاء لا يرتبط بنوعية السلاح وعدد الحلفاء ، ولا بكميّة الغطرسة وإرتكاب الجّرائم ، بل يرتبط بإرادة أصحاب الأرض والقضيّة والعقيدة الرّاسخة .
قد يكلّف مشروعاً ما ، ملايين الدولارات وتتحرّك بشأنه عدداً من المؤسسات ، ويواجه رسائل الفشل والعودة بأيدي خاوية الوفاض ، هذا ربما يحدث في كل بقاع الأرض ، لكن فئة مدرّبة لديها مشروع عربي وقومي ، تعيش في قعر الأرض ، إستطاعت مواجهة جيش إسرائيل الوحشيّ الذي لا يمتثل لقانون دولي أو إنسانيّ ، وكبّدته الخسائر الباهضة والحقت بآلياته وجنوده الأذى ، بل وأجهزت على إقتصاده ورفعت نسبة البطالة لديه وزعزت أركانه وأجبرت معاونيه الوقوف جنب الحائط .
دارت المقاومة الفلسطينيّة المشهد بذكاء قادتها ومقاوميها بإقتدار ، وكشفت الغطاء عن جبن المُحتل الإسرائيلي ، ليقف جيش الإحتلال عاجزاً عن الوصول للمقاومة بمختلف مواقعها ، والإكتفاء بالعبث بالمدنيين العزّل الذين لا يملكون السّلاح !
بعد حرب ٧ إكتوبر ، تغيّرت نظرة العالم للحرب في فلسطين ، خسرت إسرائيل قوتها وشعبيّتها على السّاحة العالميّة ، وجرّدت بعض الدول موقفها من التضامن معها ، لتكون إسرائيل وحكومة نتنياهو مجرّد آلة حرب تدمّر جنودها لضعفها في ساحة المعركة العسكريّة ، متمّسكة بغريزتها النّتنة قاتلة الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ .
الأردن بقيادة جلالة الملك ، حكومة وشعباً ، كان له الدّور العربيّ الوازن في الوقوف والتّضامن مع الشّعب الفلسطينيّ وأهل غزّة ، ولم يهدأ الموقف الأردنيّ على المستوى المحليّ والعالميّ ، في البحث عن سبل وقف إطلاق النّار ووقف الظلم بحق المدنيين من الشّعب الفلسطينيّ ، وإرسال المساعدات الطبيّة والغذائيّة عبر معبر رفح ، وتدشين المستشفى الميداني (٢) الأردني في قطاع غزّة ، وإنزال مساعدات طبيّة عبر المظلّات بشكل متكرّر على قطاع غزّة وكانت الخامسة منها بمشاركة الأميرة سلمى بالزّيّ العسكريّ مع رفقاء السّلاح .
أثبتت المقاومة الفلسطينيّة شرعيتها ، وحقوقها بالوقوف وجه الإحتلال الغاصب ، وكانت وطناً تحت الأنفاق وشوكة في خاصرة الإحتلال والمطبّعين ، وأدخلتهم بحالة من الرّعب والخسارة المتتالية .
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2023 08:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |