19-12-2023 11:38 AM
سرايا - مهند الجوابرة - قال اللواء والخبير العسكري مأمون أبو نوار إن فشل النظام السوري في ضبط كافة المناطق السورية هو السبب الكامن وراء محاولات التهريب المستمرة وظهور ميليشيات إرهابية تحاول زعزعة الأمن الداخلي في المملكة الأردنية الهاشمية .
وأضاف أبو نوار لسرايا بأن هذا الإخفاق الأمني للنظام السوري في ضبط الأمن الداخلي في الدولة السورية يفرض على الأردن مواجهة هذا الفشل بشكل مستمر على الحدود مع المهربين والإرهابيين الذين يطمحون لتحويل نشاطهم الإجرامي داخل الأراضي الأردنية ، لافتاً إلى أن جنود القوات المسلحة الأردنية يقومون بمواجهة هذه المخاطر بشكل مستمر لعجز الجانب المقابل عن تأمين حدوده والسيطرة على أراضيه .
وبين أبو نوار بأن الأردن يعود له الفضل في إعادة الجانب السوري إلى الحضن العربي من جديد عبر بوابة جامعة الدول العربية ، ويعود له الفضل أيضاً في إعادة فتح الحدود السورية عقب الحرب الأهلية التي ضربت العمق السوري مطلع العام 2011 ، ولهذه الأسباب كان الأجدر بالجانب السوري عدم السماح لهذه المجموعات المسلحة بالوصول إلى الحدود الأردنية وتعكير صفوها لما للمملكة من آثار إيجابية واضحة في الجانب السوري خلال الأعوام الماضية .
ولفت أبو نوار أن هدف الميليشيات الإرهابية هو نقل الفوضى الداخلية في الدولة السورية إلى المملكة عبر إدخال المخدرات والأسلحة إلى الجانب الأردني ، كما أن من يقف ويدعم هذه الميليشيات يطمح لتحقيق أهداف سياسية عبر بوابة المملكة ، لكن ما يقف أمام تحقيق هذه الأهداف والغايات السوداء هم جنود القوات المسلحة واستبسالهم في الدفاع عن الحدود وحماية المملكة من هذه المجموعات الإرهابية .
وكشف أبو نوار أن ظهور استراتيجيات جديدة في التهريب لهذه المجموعات كاستخدام المسيرات والأسلحة الحديثة والمتطورة يؤكد أن من يدعم هذه المليشيات رفع من مستوى التمويل والدعم لهذه المجموعات للضغط بشكل أكبر على المملكة وتشتيت انتباهها عما يجري في المنطقة بشكل كامل من فوضى وصراع مستمر .
وأشار أبو نوار إلى أن وجود الأردن في قلب منطقة الصراع يفرض عليها التعامل بشكل مستمر مع هذه الأحداث والتطورات على الحدود بشكل صارم وجازم ، وهو ما يدعو هيئة الأمم والجهات الدولية لدعم الأردن وإسناده بكافة السبل والوسائل لضمان ثبات المملكة في وجه هذه المحاولات ، حيث أن الموقع الجيوسياسي للمملكة يحتم على العالم الوقوف مع المملكة لكون أي اهتزاز سيقع في المملكة "لاسمح الله" فالعالم بأكمله سيهتز وهذا ما لن تسمح له الهيئات الأممية في العالم .
وأكمل أبو نوار أن القوات المسلحة الأردنية غيرت من قواعد الاشتباك مؤخراً وارتأت الهجوم بدلاً من الدفاع المستمر ، وأغارت على عدد من المواقع المركزية للمجموعات المسلحة ودك معاقلها بالضربات الجوية ، وذلك من أجل إرسال رسالة لهذه المجموعات بأن التعامل سيكون بالضرب بيد من حديد ولن يتم التهاون والتساهل مع هذه المجموعات لما تحمله في أنيابها من سم زعاف ترغب في نفثه داخل الأراضي الأردنية .