19-12-2023 12:37 PM
سرايا - سوار عدنان العمايرة - في عصرنا الحالي ظهر مفهوم الذكاء الإصطناعي، وتطور بشكل سريع ودخل مجال الصحافة والإعلام ، وكما نعلم بأن الذكاء الإصطناعي يشير إلى القدرة التكنولوجية على تعلم وفهم البيانات وإتخاذ الإجراءات الذكية بشكل تلقائي وبإمكانه أن يقدم تحليلات دقيقة للبيانات والمعلومات الصحفية وهذا يساعد على تحسين عمليات التدقيق والتحرير الصحفي ،وبفضل هذه التقنية بإمكاننا تعزيز جودة المحتوى الذي يقدمه الصحفي للقراء والجمهور ومن الممكن معرفة إهتمامات الجمهور وتوفير تجربة فريدة ومخصصة لكل فرد ،كما يؤدي أيضا إلى زيادة سرعة التسليم وتحسين دقة المحتوى الصحفي وتعزيز فهم الجمهور للأحداث والقضايا المختلفة ، وبنفس الوقت واجه الذكاء الإصطناعي في الصحافة والإعلام تحديات كبيرة.
الذكاء الإصطناعي يوفر فرص كبيرة لتحسين عمليات البحث وتحليل البيانات في مجال الصحافة والإعلام ومن الممكن أن يقوم بتحليل البيانات بسرعة عالية وكذلك يعمل على تحسين كفاءة البحث ، كما سمح أيضا للصحفيين بالوصول إلى المعلومات والبيانات التي يحتاجونها بسهولة وسرعة أكبر ومن الممكن استخدامه لإنشاء فهرس للبيانات الصحفية أو لتحليل كمية كبيرة من المنشورات على وسائل التواصل الإجتماعي ، وأصبح بإمكان الصحفي اليوم العثور على معلومات وبيانات الجديدة التي قد لا تكون مرئية للبشر ، كما أصبح اليوم يساعد الصحفي على إنشاء مقالات والأخبار وعروض تقديمية مما يؤدي إلى زيادة إنتاجهم وإنشاء محتوى أكثر إبداع ، وهناك كثير من الصحف استخدمت الذكاء الإصطناعي مؤخرا مثل صحيفة الشرق المتوسط أطلقت صحيفة شرق المتوسط عام 1922 أول روبوت صحفي عربي يعرف باسم "سفير" يقوم هذا الروبوت على جمع الأخبار وتحليلها وتلخيصها ويقوم أيضا على ترجمة الأخبار من اللغات لأجنبية إلى اللغات العربية.
استخدام الذكاء الإصطناعي في الصحافة والإعلام من المحتمل أن يؤدي إلى تقليل وظائف الصحافة البشرية هناك كثير من الصحف العربية والأجنبية لجأت إلى الذكاء الإصطناعي لإنشاء مقالات أو تقارير أو أخبار وهذا من الممكن مستقبلا أن يؤدي إلى فقدان الوظائف للصحفيين ، ومن الممكن مستقبلا أن يؤدي الذكاء الإصطناعي إلى تغيير طبيعة العمل الصحفي ، ولكن هناك وظائف لا يستطيع الذكاء الإصطناعي أن يؤديها العمل الصحفي يحتاج إلى قدرة على بناء علاقات مع مصادر المعلومات أو القدرة على تواصل بشكل كبير مع الجمهور وهذه الأعمال لا يستطيع الذكاء الإصطناعي أن يقوم بها .
الذكاء الإصطناعي في الصحافة والإعلام له عدة فوائد من الممكن أن يقوم على تحسين تجربة المستخدم وتخصيص المحتوى وتحليل سلوك المستخدمين وإهتماماتهم وتوجيه المحتوى المناسب لهم وهذه الطريقة تؤدي إلى زيادة تفاعل المستخدمين مع المحتوى الصحفي ويعزز علاقتهم بالمنصة الإعلامية ، كما يساهم في زيادة كفاءة عمليات الإنتاج الصحفي وتحسين دقتها وتخفيض التكاليف، ولكن حتى تتحقق هذه الفوائد بأفضل طريقة ممكنة وضمان تفاعل الجمهور مع الذكاء الإصناعي يجب استخدام الذكاء الإصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة .
يواجه الذكاء الإصطناعي في الصحافة والإعلام تحديات الأخلاقية تتعلق بالخصوصية فمثلا إذا تم استخدام المعلومات والبيانات الأفراد بطريقة غير مشروعة قد يؤدي إلى إنتهاك الخصوصية أو من الممكن مواجهة تحديات تتعلق بالترجمة الآلية والتعرف على الصوت في صناعة الإعلام على الرغم من التقدم الهائل في هذا المجال لا يزال هناك خوف من التعرف على لغات مختلفة وترجمتها بدقة لأنه يعتبرتحدي كبير بالإضافة إلى ذلك يتطلب التعرف على الصوت الإعتماد على قاعدة بيانات ضخمة جدا لتطوير نماذج دقيقة .
يعتقد العديد من الخبراء الأجانب أن الذكاء الإصطناعي سيلعب دور هام في الصحافة والإعلام ولكن بنفس الوقت هناك مخاوف كبيرة بأن من الممكن أن يؤدي إلى زيادة التحيز في الأخبار والمعلومات أو من الممكن أن يؤدي إلى زيادة انتشار المعلومات المضللة ، فمثلا الخبير "جيمس ويلسون" رئيس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" قال بأن الذكاء الإصطناعي يساعد على التركيز على ما نقوم به بشكل أفضل ويمكنه أيضا مساعدتنا للوصول إلى جمهور جديد ، وكذلك خبراء العرب تتفق وجهة نظرهم مع خبراء الأجانب فمثلاً الدكتورة " غادة الباز" أستاذة الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز قالت بأن الذكاء الإصطناعي بإمكان أن يساعد الصحف على الوصول إلى جمهور جديد ، وفهم إهتماماتهم بشكل أفضل ومن المهم عند استخدام الذكاء الإصطناعي في الصحافة بأن يكون الصحفي مسؤولاً ويراعي المعايير المهنية وعند استخدامه لإنتاج الإخبار يجب التأكد بأن الصحف هو من يتحمل مسؤولية دقة الأخبار والمعلومات، وهناك عدة اجتماعات عُقِدَت لمناقشة الذكاء الإصطناعي في الصحافة والإعلام مثلا منتدى "الذكاء الإصطناعي في الصحافة " الذي عقد في مؤسسة بروكديلز عام 2024 ناقش المنتدى كيفية استخدام الذكاء الإصطناعي لتحسين الصحافة ، وقدم كذلك حول كيفية ضمان استخدام الذكاء الإصطناعي بطريقة عادلة وشفافية.
الخلاصة بأن الذكاء الإصطناعي في المستقبل سوف يتم استخدامه بكثرة فيجب على الصحفيين استخدامه بطريقة صحيحة ولكن لن يتم الإستغناء تماماً عن الوظائف البشرية لأن هناك أعمال لا يستطيع أن يقوم بها الذكاء الإصطناعي ، كما يمتلك قدرة عالية على إحداث ثورة عالمية في مجال الصحافة والإعلام.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2023 12:37 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |