19-12-2023 02:26 PM
بقلم : سيف منور
استطاعت المشاهد التي تبثها الفصائل الفلسطينية بمسمياتها المختلفة من اعلام العسكري واعلام الحربي ان تبث الرعب في قلوب الاسرائيليين والمستوطينين ، بحيث تعد قوة ودقة عمليات القصف والاستهداف للاليات الاسرائيلية من قبل الفصائل عاملا رئيسيا صادما في عدم قدرة تقدم الجيش الاسرائيلي في عملياته البرية الى يومنا هذا ، فعبر التاريخ ، لم يكن يستطع المشاهد العربي ان يرى الا عمليات تفجير مساكن وتهجير وقتل واحتجاز وسحل المواطنيين الفلسطينين ، ولم يكن هنالك اي مادة للمشاهدة من العمليات المضادة للاحتلال الاسرائيلي انذاك ، الا ان هذه المشاهد التي توفرها الفصائل الفسطينية اصبحت المادة الرئيسية في كل نشرات الاخبار العربية والعالمية ، وذلك لان العمليات الاسرائيلية من تفجيرات وتدمير للابراج والعمارات في غزة لم تعد بالامر الجديد او المثير لبثه في قنوات التلفزة .
هذه المشاهد للفصائل الفلسطينية وازنت الرعب بين الفلسطيني والاسرائيلي ، حيث لم يكن يتصور الاسرائيلي عسكريا كان او مدنيا ان يشاهد قوات بلاده تستنزف بهذا الشكل ، فالوتيرة الطبيعية للخسائر هي على الاقل 5 دبابات اسرائيلية يوميا وذلك بصرف النظر عن عدد القتلى من الجيش ، سواء اعلن عنه او اخفي ، وهذا يفوق باضعاف ما كان يجري في المعارك العربية الاسرائيلية عبر التاريخ . ذاك الرعب يشكل اللبنة الاساسية التي ستجعل اسرائيل حكومة وشعبا تعيد التفكير بكل ما تخطط له وترسمه لنفسها وللمنطقة في المستقبل ، فلم تعد تُرى بالقوة التي روجتها لنفسها ، ولم يعد لها تلك الرهبة المنيعة والقبب الحديدية التي يحتمي شعبها تحتها ، حيث لم يعد يعتقد الفرد الاسرائيلي انه المصون عن اي اعتداء ، بل اصبح هو وعدوه سيان قد يصاب بذات الاذى الذي يُحدثه لعدوه في اي لحظة .
باعتقادي توازن الرعب من اهم العوامل الحربية النفسية الداعمة للتقدم بالقضية الفلسطينية ، والتي سوف تجعل المحتل الاسرائيلي يفكر في حلول طويلة الامد ، لان ما يواجهه في الميدان اصبح حرب وجود لا حرب حدود ، ولم يعد هو المتفوق والفلسطيني الضعيف ، بل ان الطرفين اصبحا يوجعان بعضها البعض بنفس القدرة ، باختلاف الاهداف بالطبع ، وعليه فان الشرق العربي اخذ بالتغير وقد تظهر توازنات رعب جديدة مع اسرائيل في المنطقة العربية ، وتصبح اسرائيل يوما ما بالقوة الاضعف في المنطقة بعد ان ياخذ العرب العبر مما يحدث الان .
والله من وراء القصد
سيف منور
باحث سياسي وقانوني
saifmenwer0@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2023 02:26 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |