19-12-2023 02:34 PM
بقلم : الدكتور هيثم الربابعة
إن غزة المكلومة أصبحت مقبرة للمبادئ القانونية الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي الحالي، و أن التحديات الأمنية في المنطقة أخذت أبعاداً خطيرة ومقلقة للغاية في الآونة الأخيرة.
إن منظمة الأمم المتحدة تعاني اليوم جراء إنهيار منظومة الأمن الجماعي ومن جراء الشلل شبه التام الذي أصاب مجلس الأمن، فقد عمد الأردن لتكريس عهدته في مجلس الأمن بالتنسيق مع المؤمنين بالقضية الفلسطينية لتمثيل القضية خير تمثيل بهذه الهيئة الأممية.
ففي الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصبحت غزة المكلومة مقبرة للمبادئ القانونية الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي الحالي والتي كان يفترض أن تظل مرجعا يحتكم إليه الجميع دون تمييز أو تفضيل أو إقصاء.
وإنني إذ أتساءل : "كيف يتم حرمان المدنيين الفلسطينيين من حق الحماية الذي يكفله القانون الدولي للشعوب القابعة تحت الإحتلال وكيف لا تجد نداءات وإستنجادات الأمين العام للأمم المتحدة آذانا صاغية".
واستطرد :"كيف لا تقابل طلبات الإستغاثة الصادرة عن مختلف الوكالات الأممية المتخصصة بأي رد أو صدى وكيف يستفيد الإحتلال الإسرائيلي الإستيطاني من كافة التسهيلات لإبادة شعب بأكمله دون أدنى محاسبة أو مساءلة أو حتى تلميح بالمعاقبة".
وأنوه إلى أنه في المنطقة، أخذت التحديات الأمنية أبعاداً خطيرة ومقلقة للغاية في الآونة الأخيرة في ظل إحتدام التدخلات الخارجية وتصادم مصالحها التي خلفت تردياً غير مسبوق في حالة السلم والأمن القاريين، و أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة، مرحلة مليئة بالتناقضات، ومرحلة تمتزج فيها الآمال والتحديات.
ما يفعله جيش الكيان الصهيوني اليوم مُتَعَمِّدًا بحرق الشجر و البشر و الحجر في غزة، لا يمكن شرحه كردة الفعل و لا يمكن إعتباره غضبا أو إنتقاما لما وقع خلال عملية “طوفان الأقصى”…، لأن الكيان الصهيوني أعلن حربا غير أخلاقية واستجمعت كل تطرفها، و هي تسارع الزمن لدك غزة عن بكرتها و تسويتها بالأرض، و قررت أن تضع الجميع أمام الخيارات المستحيلة؛ فلا الأردن تستطيع مساعدة الفلسطينيين بشكل مباشر، و لا مصر تقدر على فتح معبر رفح و إدخال المساعدات، و لا الوساطة الجارية للصين وروسيا تستطيع إيقاف هذا الجنون و الدمار و الإجرام الصهيوني الإسرائيلي.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2023 02:34 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |