19-12-2023 02:36 PM
بقلم : م. أنس معابرة
دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة شهره الثالث، ولم يتوصل العالم – حسب زعمه - حتى الآن إلى طريقة لإقناع العدو الصهيوني بوقف العدوان واستهداف المدنيين، خاصة بعد أن قارب عدد الشهداء في القطاع المكلوم إلى ما يقارب العشرين ألفاً؛ غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ودون أن يأتي العدو على ذكر نصر أو تقدّم نحو الأهداف الخيالية التي حددها قبل بدء العملية البرية، وما زالت وستبقى إن شاء الله في عداد الأحلام.
لقد تعالت أصواتنا منذ بداية العدوان كلٌ حسبما آتاه الله من قدرة، البعض قام بنشر التوعية عن القضية والاحتلال من خلال الفيديوهات المصورة، والبعض نشر أفكاره بقلمه، والبعض دعم أهله في غزة بالتبرعات العينية والنقدية، وبعضنا أعلن عن حملات لمقاطعة بضائع الدول الداعمة للاحتلال الصهيوني، والبعض لم يملك لإخوانه إلا الدعاء؛ فالتزم به، ولم يقطعه من محرابه حتى اليوم.
أكتب لكم هذه الكلمات اليوم لأذكر نفسي وأذكركم بواجبكم تجاه القضية الفلسطينية، التي لا تخص أهل فلسطين فقط كما يروج البعض؛ بل تخص كل عربي ومسلم مهما كان مكانه، فالمغاربي والشامي والخليجي والمصري والأسيويّ شركاء في قضية فلسطين، مثلهم كمثل أبن اللد والرملة والطنطورة ونابلس، وصور، ويافا، والقدس، ولا نقبل من الشراكة في القضية بأقل من المثل.
بوركت تلك السواعد التي أطلقت حملات المقاطعة التي آتت أُكلها، وبدأت الشركات العالمية الداعمة للاحتلال بالأنين، وبدأت تعلن عن خساراتها التي بلغت المليارات، وقريباً سنسمع صرخات استغاثتها، وباتت منتجاتها تُطرح في الأسواق بأسعار زهيدة، ولم يتركوا باباً للإعلان عن منتجاتهم والترويج لها، ولم يبق لهم سبيل إلا أن يطرقوا علينا أبواب المنازل للشراء منهم.
نحن بحاجة إلى ترسيخ سياسة المقاطعة هذه لتبقى طويلة الأمد، غير مرتبطة بانتهاء العدوان على غزة، ونقلها إلى الأطفال اللذين باتوا يدركون تلك المنتجات جيداً ويتجنبونها، وخاصة بعد أن أصدرت شركاتنا المحلية منتجات وطنية بديلة وبأسعار معقولة، وتعود الأرباح إلى أبناء جلدتنا، وتعمل على توظيف آبائنا واخواننا وابنائنا.
والشكر الموصول إلى الجمعيات الخيرية التي تقوم على جمع التبرعات العينية والنقدية لإيصالها إلى أهلنا في غزة، وكذلك إلى المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وملابسهم وأغطيتهم، وتقديمها للمحتاجين في غزة.
وإلى أولئك الجالسين في المحاريب، ترتفع أكفهم إلى السماء وهم يلهجون بالدعاء إلى الله العلي القدير لنصرة إخوانهم المجاهدين في فلسطين فلهم نقول: أنتم الشيوخ الرتّع؛ ببركتكم يتنزل الغيث، وتعم البركة، ويكتب الله التوفيق، ويحل النصر، فلا أعدمنا الله تلك الأكف والشفاه التي لا تتوقف عن الدعاء.
أما تلك الفئة التي ما زالت تصر على الصمت، تتطلع إلى المجاهدين باستحياء، ولا تعول كثيراً على جهودهم فلهم نقول: إن البقاء على الحياد في الأزمات الأخلاقية كالعدوان الصهيوني على أهل فلسطين هو شكل من أشكال الخذلان للقضية وأهلها، بل من الممكن أن نسميه بالصمت الكافر.
لقد آن الأوان لكم أن تخرجوا من القُمقُم، وتتحركوا جنباً إلى جنب مع اخوانكم في نصرة قضية العرب والمسلمين، ابحثوا عن إمكانية نصر القضية بما يتناسب مع امكانياتكم وقدراتكم، جاهدوا بأموالكم وكلماتكم وألسنكم وقلوبكم ودعائكم، ولكن لا تقبوا صامتين، ولا تبقوا على الحياد.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2023 02:36 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |