حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6282

القيم المشتركة بين أميركا والكيان المحتلّ

القيم المشتركة بين أميركا والكيان المحتلّ

القيم المشتركة بين أميركا والكيان المحتلّ

20-12-2023 09:22 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. صلاح جرّار
في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الدفاع الإسرائيلي يو آف غالانت مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي يوم الخميس الماضي 14/ 12/ 2023، صرّح غالانت بأنّ وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب إسرائيل يعود إلى القيم المشتركة بين البلدين.

وفي رأيي أنّ هذا التصريح لا يقلّ أهميّة عن تصريح الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتزوغ قبل ذلك بأسبوع بأنّ الإسرائيليين في حربهم ضدّ غزة يحاولون إنقاذ الحضارة الغربية. والتصريحان كلاهما يؤكدان انتماء الكيان الصهيوني المحتلّ لمكان غير المكان الذي جاءوا إليه محتلّين وإلى ثقافة نشأوا عليها في بلدانهم الأصلية التي جاؤوا منها.

إنّ تأكيد غالانت بأنّ القيم الصهيونية هي قيم مشتركة مع القيم الغربيّة يدعو كلّ من يسمعه إلى التساؤل: إذا كانت القيم التي تنتمون إليها تختلف عن قيم المحيط الذي نزلتم فيه، ولا يوجد بينكم وبين السكّان الذين يقيمون في المحيط العربي أيّ قيم مشتركة أفليس ذلك يعدّ اعترافاً صريحاً وواضحاً منكم بأنّكم لا تنتمون إلى هذا المكان وليس لكم به أي صلة.

إنّ تصريحات المسؤولين الإسرئيليين حول اختلاف قيمهم عن قيم المحيط العربي وعن اختلاف ثقافتهم (وما سمّوه حضارتهم) عن ثقافة المحيط العربي، ومناداتهم بالدفاع عن القيم الخاصّة بهم والثقافة الخاصّة بهم التي تختلف عن القيم والثقافة العربية التي ينتمي إليها أهالي البلدان التي تحيط بهم، إنّما هي دعوةٌ إلى صراعٍ ثقافي أداته الحروب والصواريخ والدبابات والطائرات.

وما دام الصهاينة الطارئون على هذه المنطقة العربيّة مندفعين نحو صراع القيم والثقافات مع العرب باستخدام القوّة المسلّحة فإنّ المنطق يسفّه أحلامهم، لأنّه من المستحيل مواجهة القيم والثقافات بالأسلحة مهما بلغت من القوّة والقدرة على البطش. ومن جهة ثانية فإنّ من غير المنطقي ولا الممكن لعصابة طارئة محتلّة لا تشكّل شعباً موحّد الأصول والانتماء أن تنتصر قيمها وثقافتها على قيم شعب أصيل وعريقٍ ينتمي إلى محيط عربيّ واسع وموحّد في ثقافته وقيمه وتاريخه ومعتقداته ولغته.

إنّ إلحاح المسؤولين الإسرئيليين على فكرة اختلافهم ثقافياً وقيميّاً وحضاريّاً عن الفلسطينيين وعن العرب الذين يحيطون بهم لا يؤكّد فقط غربتهم في فلسطين وعدم ملاءمة هذه الأرض لهم، بل يؤكّد كذلك استحالة التعايش بين الصهاينة والفلسطينيين بسبب الفجوة الواسعة بين قيم الطرفين والتناقض الواسع بين الثقافتين.

وما دام المسؤولون الصهاينة بسوّغون جرائمهم ضدّ الشعب الفلسطيني وحروبهم المتتابعة ضدّ غزّة تارة وضد لبنان تارة ثانية وضدّ سوريا تارة ثالثة وضدّ مصر والأردنّ تارات أخرى بادعائهم أنهم الدولة الوحيدة الديمقراطية في المنطقة وأنهم يدافعون بذلك عن القيم والثقافة والحضارة الغربية، فما الذي يمنعهم من العودة إلى البلدان التي يمكنهم أن ينعموا فيها بديمقراطيتهم وثقافتهم وحضارتهم وقيمهم؟!

وأشير في نهاية هذا المقال إلى أنّ يو آف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي الذي يدافع - كما يقول - عن القيم المشتركة مع الغرب، هو بولندي الأصل، من أبوين بولنديين وأنّ أبويه هاجرا إلى فلسطين سنة 1948، وليس له أي علاقة بفلسطين لا ثقافياً ولا قيمياً ولا لون بشرة ولا عقديّاً ولا لغويّاً بأيّ وجه من الوجوه.

Salahjarrar@hotmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 6282
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-12-2023 09:22 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم