بقلم : د. هبة أبو عيادة
اصطفى الله عز وجل اللغة العربية على كل اللغات فهي أم اللغات وسيدتها؛ لغة القرآن الكريم وبُعِث خير البشرية بلسان عربي، والعربية لغة الثقافة الأصيلة والحضارات والعلوم، وهي لغة غنية بالمعرفة تمتاز بالطلاقة وقوة حروفها ومفرداتها ومتنوعة وذات تاريخ عريق وبلاغة وأصالة وقوة. من المهم أن يتقن أطفالنا اللغة العربية، وذلك لعدة أسباب، منها: الحفاظ على الهوية العربية: اللغة العربية هي جزء أساسي من الهوية العربية، ومن المهم أن يتعلم أطفالنا اللغة العربية ليتمكنوا من التواصل مع الآخرين العرب، وفهم ثقافتهم، والمحافظة على?تراثهم. وكذلك لفهم العلوم والتكنولوجيا: اللغة العربية هي اللغة التي يُكتب بها معظم الكتب والمراجع العلمية والتقنية، ومن المهم أن يتقن أطفالنا اللغة العربية ليتمكنوا من فهم العلوم والتكنولوجيا الحديثة. ولفتح آفاق جديدة: اللغة العربية هي لغة عالمية، ويتحدث بها ملايين الأشخاص حول العالم، ومن المهم أن يتقن أطفالنا اللغة العربية ليتمكنوا من التواصل مع الآخرين من مختلف الثقافات، وتوسيع آفاقهم.

إن إتقان اللغة العربية هو مهارة مهمة يمكن أن تساعد الأطفال على النجاح في حياتهم، ومن المهم أن تبذل الآباء والأمهات قصارى جهدهم لمساعدة أطفالهم على إتقان اللغة العربية. ولتعزيز مهارات اللغة العربية لدى أطفالنا، ونركز على أهم ركائز لإتقان اللغة وكونها قضية لسانية بحتة فلا بد من التركيز على المهارات الأساسية أولا القراءة: يمكن استخدام القصص والحكايات كأداة لتحفيز الأطفال على تعلم اللغة العربية. يمكن اختيار قصص تتناسب مع عمرهم ومستواهم اللغوي، وتحفز خيالهم وتشجعهم على التفكير والتحدث باللغة العربية. ثانيًا الم?ادثة: يجب تشجيع الأطفال على التحدث باللغة العربية في المنزل وخارجه، وإظهار لهم أهمية استخدام اللغة العربية في حياتهم اليومية. يمكن استخدام الأنشطة الترفيهية مثل الألعاب والمسابقات لتحفيز الأطفال على التحدث باللغة العربية. ثالثًا الاستماع: يمكن استخدام اللغة في كافة الوسائل الإعلامية والبرامج التلفزيونية والإذاعية باللغة العربية لتحسين مهارات الاستماع لدى الأطفال. يجب اختيار المواد التي تتناسب مع عمرهم وتحفز خيالهم وتشجعهم على التفكير والتحدث باللغة العربية. رابعًا استمرارية التعليم والكتابة: يمكن استخدام د?وس خصوصية لتحسين مهارات اللغة العربية لدى الأطفال. يجب اختيار مدرسين ذوي خبرة في تدريس اللغة العربية للأطفال، وتحديد المستوى اللغوي للطفل وتحديد الأهداف التي يجب تحقيقها. واستخدام تطبيقات التعليم الإلكتروني والألعاب التعليمية لتحفيز الأطفال على تعلم اللغة العربية بطريقة ممتعة ومثيرة. ويُفضل اتباع بعض الإجراءات المهمة والعديد من الطرق والاستراتيجيات لتعزيز مكانة اللغة العربية عند الأطفال وإحياء موروثها الثقافية من خلالها عدة آليات، أهمها:

• التحدث باللغة العربية أمام الأطفال: يجب على الآباء والأمهات التحدث باللغة العربية الفصحى السليمة أمام أطفالهم قدر الإمكان، وذلك حتى يعتادوا على سماع اللغة العربية.

• قراءة القصص العربية للأطفال: تساعد القصص العربية الأطفال على تعلم اللغة العربية والتعرف على الثقافة العربية.

• ممارسة أنشطة اللغة العربية مع الأطفال: هناك العديد من الأنشطة التي يمكن من خلالها ممارسة اللغة العربية مع الأطفال، مثل: اللعب، والغناء، والرقص، وحل الألغاز.

• إرسال الأطفال إلى دروس اللغة العربية: يمكن مساعدة الأطفال على إتقان اللغة العربية من خلال إرسالهم إلى دروس اللغة العربية المتخصصة.

• توفير بيئة غنية باللغة العربية في المنزل، مع استخدام القراءة المنتظمة للقصص والكتب باللغة العربية.

• تكامل اللغة مع الأنشطة اليومية، مثل اللعب والطهي، لتوسيع المفردات وتحفيز التحدث. كما يُشجع على التحدث باللغة العربية في المواقف اليومية لتعزيز التفاعل اللغوي.

• استخدام التقنية بشكل إيجابي، مع تحديد محتوى عربي للألعاب التعليمية والتطبيقات التفاعلية. يُفضل مراقبة الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات لضمان توازنه مع أنشطة أخرى.

• تشجيع المشاركة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تعزز اللغة العربية، مثل الفعاليات الثقافية والمجموعات اللغوية.

وأقدم في مقالي هذا مجموعة من النصائح الإضافية التي يمكن من خلالها مساعدة الأطفال على إتقان اللغة العربية أهمها أن نجعل تعلم اللغة العربية ممتعًا للأطفال: يجب أن يكون تعلم اللغة العربية تجربة ممتعة للأطفال، وذلك حتى يستمروا في التعلم. ولا نقارن طفل بأطفال الآخرين: كل طفل يتعلم بطريقته الخاصة، فلا تقارن أطفالك بأطفال الآخرين. والصبر مع الأطفال: قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتقن الأطفال اللغة العربية، فلا تفقد صبرك معهم.

ختاماً، يجب على الآباء والأمهات العمل على تعزيز حب الأطفال للغة العربية وتحفيزهم على تعلمها. يجب أن يتم تشجيع الأطفال على استخدام اللغة العربية في حياتهم اليومية وتوفير بيئة تحفيزية لهم لتحسين مهاراتهم في اللغة العربية. وأن تكون التحفيزات إيجابية، مع تحفيز وتقدير أي تقدم، مما يشجع على حب اللغة واستمرار التعلم. اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة العلم والثقافة، وتعد من أهم اللغات في العالم. لذلك، يجب علينا جميعًا العمل على تعليم أطفالنا اللغة العربية وتعزيز مهاراتهم فيها.