20-12-2023 01:38 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
- ابو النحس المتشائل - الحصار الاقتصادي، فعل نظمه ونفذه العرب الاقدمون، واخترعوه في بداية الرسالة المحمدية، عندما قرر كفار قريش ان يُذيقوا المسلمين ويلات ما ذهبوا اليه من ايمانهم برسالة النبي محمد ، حتى يعودوا عن هذا الغي كما وصفوه، وليعلموا إن هناك عواقب لهذا الإيمان الطارئ على حياتهم ، وتم ذلك من مقاطعاتهم بالتعامل وعدم البيع لهم ولا الشراء منهم وكل التبادل التجاري، الأمر الذي وضع المسلمون في ضائقة شديدة، ولعل امريكيا ومن خلفها اسرائيل وجدوا ان اسلوب الحرب الاقتصادية (المقاطعة) امر يغني عن الحرب الكلاسيكية العسكرية ويحقق لهم ما يبغون وما يريدون، فإسرائيل فرضت على غزة كما هو معلوم حصارا اقتصاديا من سنوات وسنوات ، وتَعذب الغزيون عذابات نكراء بهذا الحصار ولا زالوا، وايضا استعمله ولا زال الأخ الشقيق في مصر ، والذي قال فيهم الشاعر طرفة بن العبد، (وظلم ذو القربى أشد*مضاضة *واظلم...)
فعندما بدأ طوفان الأقصى الذي قضّ مضاجع ال صهيون وصانعيهم وواجديهم من دول وحكومات، وقد استخدم الاسرائيليون أشد انواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية فتكا بشعب غزة ولا زالوا، ولم يغب عنهم الحصار الاقتصادي وتشديده، وقوة فعله، فمنعوا ادخال اي شيئ الى غزة بما فيها الاكل والشرب وادوات الطبابة والعلاج، وبعض العرب كان خير معين لبني صهيون وخير منفذ لتعليماتهم ، فشَحت الموارد وقلت، بل واختفت من الأسواق المدمرة في غزة ، بالرغم من مناشدات شعوب العالم الحر وتنطيماته الانسانية، لكن الله قدر وارسل لهم ، أي لأهل غزة من اليمن من يسوم بني اسرائيل سوء العذاب ، وبنفس الأدوات التي استعملها المجرمون الصهاينة في قتل المناضلين وثورتهم ، في غزة ، وهي الحصار الاقتصادي، فأوقف الحوثيون اي سفينة متجهة إلى ميناء ايلات كانت إسرائيلية او غير إسرائيلية، كنوع من الحصار للحصار التي تقوم به إسرائيل، وفعّلوا هذا الحصار بزمن قياسي وسيطروا على بعض السفن الاسرائيلية واقتادوها الى موانئ اليمن، وبعد مدة قصيرة، اصبح ميناء ايلات فارغاً من السفن، وبمرور الوقت، اترتفعت اسعار الشحن وأسعار التأمين وبالتالي سوف تقل البضائع في أسواق ومدن العدو، وترتفع اسعارها، الأمر الذي يضع اعباء اقتصادية على المواطن الإسرائيلي، وبذلك يكونوا الأشقاء اليمنيون قد نفذوا مقولة... وداويها بالتي كانت في الداء. فنجد شركات الشحن الكبرى قد اعلنت وقف نشاطاتها التجارية والملاحية لموانئ العدو، وأصبح العدو يبحث عن بدائل وطرق أخرى بالتعاون مع امريكا والدول الحليفة العربية والاجنية ، للخروج من هذا المأزق الذي وضعهم فيه الحوثيون، فكانت موانئ دبي طوق النجاة، والطريق البري السعودي الاردني احد البدائل، لكن هل تقبل هذه الدول العربية ان تكون منفذا وحلا للعدو في ضائقته الاقتصادية الاستراتيجية هذه؟؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-12-2023 01:38 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |