24-12-2023 05:40 PM
بقلم : سيف منور
احتار المواطن العربي ماذا يصنع مع ايران ، ايحبها ام يكرهها ، فقد صورت ايران الثورة انها الشيطان الاكبر في المنطقة العربية ، وانها تريد تصدير الثورة الى الدول العربية ، وكانت نتيجة هذا التأزم العربي الفارسي ، الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 التي اكلت الاخضر واليابس ، وراح ضحيتها مليون نفس من كلا الجانبين ، وانتهت الحرب كما بدأت ، الى لا شيء .
اقنعت الولايات المتحدة الامريكية العرب جمعيا ان ايران هي العدو الاكبر ، وانها ستمتلك قنبلة نووية تهدد بها العالم العربي ، وسوف تسيطر عليه ، وزينت اميركا للعرب ان اسرائيل ربيبة اميركا ، هي الحضن الدافئ للعرب في مواجهة الشر الايراني ، وللاسف اقتنع بعض العرب بهذه الخديعة واستدار جلهم لاقامة علاقات مع اسرائيل ، منها ما هو باتفاقيات مع ترسيم حدود او تبادل اراضي بالنسبة لدول الطوق ، ومنهم من اقام علاقات تحت بروتوكول ابراهام ، ومنهم من استحى واقام علاقات تحت الطاولة ،على ان كل من يتقي شر ايران بقوة اسرائيل سينجو تحت الراعي الامريكي .
جاءت حرب غزة لتكشف الوجه القبيح لاسرائيل واميركا والغرب المتصهين ، ولتري العرب الذين هرولوا نحو اسرائيل انهم هرولوا نحو السراب ، وان من اجرم بغزة ودمرها تحت الغطاء الامريكي ، يمكن له ان يدمر بقيت الدول العربية المهرولة اذا احست اميركا ان ثمة احد يمكن ان يهدد امن اسرائيل ، اذن اميركا واسرائيل تريدان دولا عربية خانعة مقابل الحماية ، او ان يذهب العرب نحو ايران طلبا للحماية من اسرائيل واميركا ، وتصبح تلك الدول تسرح بها ميليشيات الحرس الثوري الايراني والعصائب الشيعية المسلحة كما هو الحال في اربع دول عربية ( سوريا ، لبنان ، العراق ، واليمن ) والتي هي شبه محتلة من ايران .
ماذا يصنع العرب ، لقد اصبحوا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، فمن الغرب اسرائيل واميركا والغرب المتوحش ، ومن الشرق المد الشيعي في ايران والدول شبه المحتلة من قبلها . كان اغلب المثقفين العرب ينتظرون بروز نجم دولة عربية في سماء العالم العربي ، لتقود هذا الجمع بامكانياتهم المذهلة والضخمة بعد ان دمر العراق وودمرت سوريا ، فكانت العين على السعودية بان تقود العالم العربي نحو بناء كيان ضخم يواجه هاذين القطبين المتربصين بالعرب ، ثم ينتقلون ببصربهم الى مصر لعل لها ان تقوم من كبوتها ، الا ان مصر ترزح تحت مديونية هائلة وفقر شديد ، فماذا يصنع العرب اليوم .
اليوم تستضيف العاصمة طهران مؤتمر موسع لنصرة فلسطين ، وتقول على لسان الرئيس الايراني رئيسي ان اميركا واسرائيل هما الشطيان الاكبر ، ويحضر هذا الاجتماع ممثلي اغلب دول العالم الاسلامي والعربي ، فماذا تريد ايران من وراء هذا المؤتمر ، انها تبحث عن السيطرة على واقع العالم العربي والاسلامي كقوة مهيمنة لها اذرعها في الخليج العربي والشام وقنوات الملاحة الدولية وفلسطين ، وتجاهر بعدائها لاسرائيل واميركا في الوقت الذي لم يستطع اي زعيم عربي ان يجاهر بدعمه العلني لحق المقاومة الفلسطينة في الدفاع ضد المحتل الاسرائيلي ، فالعنتريات الايرانية تجاه اميركا والغرب صنعت بريقا وهاجا لايران عند بسطاء العرب لان من صفات العرب حبهم لكل من يعادي اميركا واسرائيل، وعليه فان المواطن العربي اصبح في حيرة من امره ، ايتبع ايران الشيعية المتغطرسة التي تعادي اميركا واسرائيل ، ام يبقى في الحضن العربي الذي يبحث عن من يحميه .
والله من وراء القصد
سيف منور
باحث سياسي وقانوني
Saifmenwer0@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-12-2023 05:40 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |