25-12-2023 08:54 AM
بقلم : سهير بشناق
يعيدنا فصل الشتاء لأوجاعنا التي لم تتمكن قلوبنا من نسيانها لكننا نخزنها في ثنايا الروح ونقاومها كي لا نتنفس الألم.
يعيدنا الشتاء لبدايات الحب وبدايات الصداقات المحملة بالشغف والانتظار ونكهة الحياة كلحظاتها الأولى.
يشعل فينا الشتاء ألف حنين بالقلب وذكريات،
وكأن ذاك المطر الذي يطرق نوافذنا ليس سوى صورة غائب وتفاصيل أيام لا تتكرر
وزمن كنا به كطفولة لا تدرك من الحياة سوى حضن «أم».
أيها الشتاء الذي تشبه تماما رائحة من نحب لا تكن أكثر قسوة من حنين يجتاح القلب وأماكن لم نعد نرتادها.. كان لنا بها حياة.. وبعض من سنوات أعمارنا التي لا يكررها زمن آخر.
أيها الشتاء كن أقل قسوة من غياب اصدقاء كانوا لنا مرفأ العمر ومساحات تبدد عزلة قلوبنا ولم يعد لنا منهم سوى رائحة الشتاء تعانق الأرض للمرة الأولى لنتذكر كم كنا اوفياء وكم كانوا صادقين.. وكم هو قاس الشتاء دون وجودهم.
بالشتاء كنا صغارا لا نختبئ أبدا من أمطاره.. ننتظر أولى قطرات السماء لنكتشف كيف يمكن للأيام أن تكون محملة بالفرح بتلك التفاصيل الصغيرة.
في بالشتاء أيضا كبرنا وأصبحنا نشاهد أمطاره من خلف نوافذنا ونخشى أن نلامسها.. وندرك أن الشتاء بات قاسيا غريبا ليس لنا به سوى ذكريات.
يقولون ان الأماكن تزهو بأصحابها والفصول أيضا ترتب مكانها بنفوسنا بما يليق بمن نحب وبذكرى سنوات العمر.. و"الشتاء» مهما حمل معه بدايات حب ودفء المشاعر لا بد أن يشعل في قلوبنا طعم الحنين الذي لا نعلم أمامه أهو مطر الشتاء أم دمع العين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-12-2023 08:54 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |