25-12-2023 10:05 AM
بقلم : عوني الداوود
لم أجد أفضل للتعبير عن واقع الحال المرير مما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني عبر صفحته الرسمية على منصة «إكس» بمناسبة عيد الميلاد المجيد والعالم يحتفي بهذه المناسبة قائلاً جلالته: «في الوقت الذي يحتفي العالم بعيد الميلاد المجيد تغيب البهجة ويغيب السلام عن الأهل المسيحيين في الأراضي المقدسة، التي لا يمكن أن تنعم بالسلام في ظل عدوان غاشم على الأهل في غزة والتضييق على المصلين في القدس وبيت لحم.»
كما لم أجد أفضل مما كتبته جلالة الملكة رانيا العبدالله منذ أيام في الواشنطن بوست الأمريكية للتعبير عمّا يعتلج في الصدر من مشاعر انسانية جرّاء ما يجري من عدوان واجرام تحت مرأى ومسمع العالم على غزة العزّة، وبين ميلاد المسيح الذي تصادف ذكراه اليوم.
جلالتها بدأت مقالها الذي حمل عنوان (في أرض ميلاد المسيح ألغيت احتفالات العيد المجيد ) بالاشارة الى أن بيت لحم عادة تنبض بالحياة في عيد الميلاد، لكن ليس هذا العام، حيث ألغيت الاحتفالات في الأراضي المقدسة، وكذلك في الأردن، حيث تعمد السيد المسيح عليه السلام بسبب ما يجري في غزة من قتل وتدمير، حيث قلبت اسرائيل غزة الى جحيم، فمن حوالي 20 الف شهيد هناك ما لا يقل عن 8 آلاف طفل استشهدوا، وهذا العدد - كما أشارت جلالة الملكة - يفوق حصيلة قتلى بيرل هاربر، وهجمات 11 أيلول (سبتمبر) واعصار كاترينا مجتمعة.
الملكة في مقالها تواصل ما انتهجته في لقاءات وتصريحات سابقة وتحديدا لمحطة ( CNN) الأمريكية من توجيه نداءاتها ورسائلها للمجتمع الدولي وتحديدا مخاطبتها لـ» الضمير العالمي» ومناداة الانسانية «المفقودة»، ليرى المجتمع الدولي الذي يقف دون حراك، المشاهد المروعة التي يندى لها جبين الانسانية دون أن يحرك ساكنا، ولا حتى الحد الأدنى بالمشاركة على الأقل بالمطالبة بوقف اطلاق النار، وهذا نداء يشكل بداية للعملية الأصعب والمتمثلة في اعادة الانسانية الاعتراف بانسانية الآخرين.
في عيد الميلاد المجيد تحاول جلالة الملكة رانيا العبدالله كـ (أم) تحريك المشاعر الانسانية «المجمّدة «، وايقاظ الضمير الدولي الذي يغطّ في سبات عميق.
في عيد الميلاد المجيد توجّه جلالتها نداء الى كل من بقيت لديه ذرة انسانية، وتذكرّ من خلال «لقطات» انسانية من مشاهد دامية في بقعة من هذا العالم تحوّلت الى (مقبرة للأطفال) - كما تصفها منظمات دولية - و «كم هذا مؤلم أن يطلق على أرض مقدسة وصف كذلك».
لقطات، ومشاهد لآباء وأمهات فقدوا فلذات أكبادهم.. ويا حبذا لو نظر العالم الى وجوه أؤلئك الأطفال «ورأى في وجوههم وجوه أطفاله».
أكثر المشاهد إيلاماً - كما أشارت جلالة الملكة - تلك الأم التي تودّع أطفالها وقد قضوا بسبب قصف جوي أثناء نومهم بعد أن ذهبوا الى الفراش ببطون خاوية.. وتقول الملكة في مقالها: «حزن أمهم لا يحتمل.. شعورها بالذنب لموتهم جياع (كسرني)».. وتمضي جلالتها قائلة عن تلك الأم وابنها الذي أسمته أيوب «علشان قصة سيدنا أيوب الصبر» فتقول الملكة في ختام مقالها في «الواشنطن بوست» : في التوراة والانجيل والقرآن، يفقد النبي أيوب عليه السلام ممتلكاته وأولاده وصحته، ومع ذلك يظل ثابتا على ايمانه، لقد تكرم صبره عند اليهود والمسيحيين والمسلمين، والذين - في مراحل مختلفة من التاريخ - تشاركوا الأرض المقدسة بسلام. قصته هي قصة ألم، ولكنها أيضا قصة أمل.
خلاصة القول : اسرائيل لا تعرف قدسية لشيء، فقد دمرت دور العبادة ولم تستثنِ مسجدا ولا كنيسة، تقتل الاطفال والنساء.. وتبحث عن نصر فوق جثث الأطفال..هؤلاء الاطفال الذين يستصرخون ما تبقّى من الضمير العالمي.. ودماؤهم ستبقى وصمة عار على جبين كل من ظلمهم وكل من لم يطالب على الأقل بوقف فوري لأبشع جريمة يشهدها التاريخ المعاصر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-12-2023 10:05 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |