سرايا - يبدو ان قيادة حركة حماس بدأت تتعرض لضغوط حادة ومتشنجة الى حد ما وخصوصا من الوسيط المصري للقبول بهدنة على عدة مراحل و بسقف زمني يمتد لنحو 3 اسابيع ويتخللها وقف كامل العمليات العسكرية من جانب "إسرائيل" والبدء بالافراج عن بعض الرهائن ثم التفاوض على البقية.


حركة حماس كان قد تزنرت بموقف قائدها الذي يقود الحرب والعمليات في قطاع غزة يحيى السنوار والذي يرفض بصورة مرجعية ومركزية اي نقاش بهدنة قصيرة او طويلة الأمد في ظل استمرار العدوان .


ويشترط وقف العمليات الحربية أولا وإنسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة ثم تدشين مفاوضات تفصيلية لها علاقة بتبادل الأسرى والرهائن .


معلومات مبكرة اشارت داخل صفوف حركة حماس وفصائل المقاومة الى نفي وجود اي خلاف حول الموقف من الهدنة بين قيادة الخارج والقيادة في الداخل، حيث بث اشاعة وجود الخلاف لعبة سياسية للضغط على المقاومة بحسب ما صرح به قيادي حمساوي بارز، ومؤكدا بان قيادة الخارج متمسكة بان القرار لـ "الميدان،.


وكانت وسائل إعلام غربية متعددة قد حاولت الضرب على أوتار وجود خلاف، لكن الشيء الواضح المحسوم ان القيادة السياسية في حركة حماس تم ابلاغها من تنظيمات الداخل بان كتائب عز الدين القسام ترفض اي نقاش بهدنة الان في ظل استمرار القصف الاسرائيلي الوحشي والمجازر ضد المدنيين وتدمير كل الأبنية والعمارات والتحضير لمناطق أمنية عازلة وتسريبات إحتلال محور فيلادلفيا.


نقل السنوار على الأرجح في إطار رسالة مكتوبة كما قيل سابقا طلبت توضيح هذا الامر بوضوح لكل الأطراف الضاغطة والصديقة والشقيقة.


لكن رسائل السنوار هنا والسقف الذي فرضه لأي عملية تفاوض لا تشكل الحلقة الختامية لا بالنسبة للوسيط القطري ولا للوسيط المصري كما يبدو ان الوسيط المصري تحديدا يتحدث عن ضغط أمريكي عنيف عليه وعلى قطر لإنجاز هدنة لأغراض انسانية طويلة الأمد قليلا واكثر السقف الزمني من الهدنة السابقة .


ومورست بعض الضغوط على قادة حماس في القاهرة وتطلب مفاوضات مضنية دفعت بإتجاه بقاء الوفد ليوم اضافي وتأخير سفره.

لكن الجواب حتى اللحظة كان يعيد الأمور الى ما قررته قيادة الداخل في ظل وضع إنساني كارثي مع الاشارة الى ان الإتصالات مع الداخل ليست ميسورة اصلا دائما وليست مباشرة هذه الايام بسبب شدة التجريف و القصف الاسرائيلي وعمليات القتل الأفقية وقطع الإسرائيليين للإتصالات.


ذلك مع تأشير على ان الوفد السياسي الذي استمع للمصريين وللقطريين ولغيرهم لا يملك اصلا تفويضا شاملا بحكم القصف الاسرائيلي لكل أنماط الاتصال والتواصل مع قيادات الداخل وبالتالي قدر او أبلغ اقادة ورموز حركة حماس الجانب المصري بان الظروف في الداخل معقدة وشبكة الإتصال لا تبدو حيوية وموقف حركة حماس موحد تماما تجاه رفض اي هدنة مؤقتة والتركيز على الاسباب الانسانية .


ومستجدات الضغوط وعد مصري مباشر يلتزم بتفويض من الأمريكيين بان هدنة مابين أسبوعين الى 40 يوما” على مرحلتين” يمكن ان تكون مفيدة وتنطوي على مكاسب كبيرة لأهالي غزة بإدخال كميات كبيرة من المساعدات على ان هذه الفترة الزمنية التي يمكن ان تحدد اي هدنة لاحقة بالتفاوض ثمة وعد مصري بتفويض أمريكي بان يتم خلالها بحث هدنة طويلة الأمد ووقف شامل لإطلاق النار في الثلث الاخير من الشهر المقبل بالعام الجديد 2024 .


طلب من قادة حماس السياسيين نقل تلك الملاحظات والإنطباعات للداخل.


لكن الجواب الرسمي حتى الان هو رفض تجاوز المحددات التي وضعها السنوار بإعتباره القائد الميداني وليس باعتباره ممثل وحيد عن المرجعية في حركة حماس وعلى اساس القناعة بان أهل الميدان أدري بكل التفاصيل .



ورفض السنوار بالمطلق في آخر تواصل معه التوقيع على اي مفاوضات تقود الى هدنة باي سقف زمني في ظل القصف الاسرائيلي وفي ظل تواجد قوات الاحتلال داخل أراضي قطاع غزة.

رأي اليوم

• إقرأ أيضاً : محور "فيلادلفيا" أخطر ما يُحاك لمصر فهل تستطيع "إسرائيل" السيطرة عليه والتعدّي على السيادة المصرية؟
• إقرأ أيضاً : القائم بأعمال محافظ نابلس: الاحتلال يحاول خلق واقع جديد في الضفة الغربية
• إقرأ أيضاً : بالفيديو .. القسام تمطر الأراضي المحتلة بوابل من الصواريخ