بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
ليس دفاعا عن أحد، فلا يعنيني أحد،لا أنافق لأحد،
أقرأ وأستوعب، أحاور الرأي بالرأي الآخر، أنقد لا أنتقد، أحكم لا أتردد.
مايعنيني أمتي ووطني العربي،
مايصيبنا من هوان وذل،فلا لوم
على أحد غيرنا،فما هو إلا من ايدينا،(يداك أوكتا وفوك نفخ)
فما نحن فيه من سوء،فاللوم يقع علينا:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام
وما أكتبه إن هو إلا تعبير عن واقع مؤلم،بتجرد دون تحيز، برؤية الناقد لا المنتقد،بمنتهى الشفافية والموضوعية.
ففي مقالة سابقة تحدثت عن ثلاثة مشاريع تطمع بوطننا هي:
(غربي صهيوني،إيراني،تركي)
فلا تثريب في ذلك عليهم،فهم يرعون مصالحهم،فالتثريب كله علينا،فساحتنا مرتع لهم.
فلِمَ لا يوجد لنا مشروع
يضعنا بمنزلة لائقة بين الأمم؟
أين هو المشروع العربي؟
( أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للعلم
أتلقاك وطرفي مطرق
خجلا من أمسك المنصرم)
فيأتي الجواب:
إنها غارقة بمشاكل خصومات
ونزاعات مع ذاتها.
فقد نجح الغرب المتصهين
أثناء استعماره وتحكمه ببلادنا
في تشتيت شمل العرب،وتجزئة
الوطن الواحد إلى دول متناحرة
كي ينهب خيراته،كما يفتعل لنا
أعداء جددا غيره،ليصرفنا عن عدونا اللدود الذي احتل الأرض وشَرَّد الشعب.
ومن اللافت للنظر أنه يطالعنا بعض من يكتب عن دور الشيعة
(هنا أؤكد بأنني عروبي إسلامي
أكره،الجهوية،الطائفيةالمذهبية)
فيصورها كأنها هي عدونا الأول.
لقد نسي أو يتناسى من يكتب بالشأن الشيعي،أن أنظمةغالبية بلادنا من السُّنة بدون مرجعية واحدة،فالكل يغني على ليلاه،
بينما الشيعة بمرجعية واحدة والكل ينصاع لأوامرها،ويتغنى
بليلى واحدة،وتّجِدُّ وتجتهدُ في مشروعها الخاص.
وهذا يدعونا للتساؤل أين المشروع السُّني؟هل يتمثل بتحالفه مع الغرب الإستعماري؟
فالذي ينبري منتقدا ومحللا
للمشروع الإيراني ويغض النظر عن الآخرين الذين لعبوا الدور الأكبر والمخطط والمنفذ للربيع العربي(ما كان إلا حريقا عربيا).
فيا ترى هل تساءل:
من ساهم بما لحق بالعراق وليبيا وسورية واليمن؟وما سَلِمَ
جزء من وطنناالعربي من ضياع
وعدم استقرار!!!.
من سَلَّمَ العراق لإيران؟مم تألَّف
الحلف الثلاثيني ضد العراق في
حفر الباطن؟
ألم يسمع اعترافات حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر سابقا ووزير خارجيتها عما خططت بعض الأنظمة العربية في دول الخليج له فيما دعوه بالربيع العربي،وبما عملوه في العراق،
فأكد(أن دول الخليج تعاونت مع الأمريكان والدليل على ذلك أن الطلقات سواء كانت كروز أو كانت طيارات أو كذا خرجت أغلبها من دولنا).
كما كشف أن بلاده قدَّمت الدعم للجماعات المسلحة في سورية عبر تركيا بالتعاون مع القوات الأمريكية وأطراف أخرى لافتا إلى أن الصيدة قد فلتت.
وأكد أن بلاده امسكت بملف الأزمة السورية،بتفويض من السعودية وأن بلاده لديها الأدلة
الكافية على الإستلام.
كما أكد على أن دعم بلاده كان بالتنسيق مع أمريكا عبر
تركيا ويتم توزيعه عن طريق القوات الأمريكية والسعوديين والأتراك،كما أنهم دعموا جبهة النصرة.
وأشار إلى الخلاف الذي حصل بين قطر والسعودية بشأن بقاء بشار الأسد فقال:احنا تهاوشنا على الصيدة وفلتت(الصيدة) واحنا قاعدين نتهاوش عليها.
أبعد هذا البيان!!! يوجد بيان أوضح منه،خاصة أنه صادر من لاعب رئيس فيما جرى من تآمر على سورية وما سبقها بالأقطار العربية؟
ومن ينبري لصرف أنظارنا عن عدونا الأساسي للأنشغال بإيران
أين هو مما عملته بعض الأنظمة
في الجزيرة العربية من ردة عن
تعاليم الإسلام؟؟
فقد عمل الإسلام على محاربة عبادة الأوثان والأصنام،ورفع راية(لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فها نحن نسمع بنشر الديانة الإبراهيمية،كما نرى فيها أطول تمثال لبوذا في العالم!وبناء أكبر
كنيسة في قطر!وغيرها من مظاهر الردة.
ولا ننسى البحث والتنقيب عن آثار بني النضير وقريظة!وبناء مدينة نيوم على الطراز اليهودي والمخفي الظاهر أعظم
إلا يستحق كل هذا اهتماما من كتابنا ومحللينا؟فلم غض النظر عن كل ذلك؟؟؟
وبعد،،،
فعدونا واحد أساسي،وعلينا الإتحاد من أجل الخلاص منه،
وإن لا ننشغل بعداوات أخرى،
فقيل:لا يمكن حمل بطيختين بيد واحدة،وقيل من يستكبر حجره فإنه لا ينوي المراجدة (الضرب).
قيل ايضا:(بلاش إنكبر قحمتنا)
فما يحصل في فلسطين عامة وفي غزة خاصة من تضحيات وبطولات فإن جميع فصائل الجهاد والمقاومة تؤكد على ما تتلقاه من دعم ايران!!!
كونوا جميعا يا بني اذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى القداح اذا اجتمعن تكسرا
واذا افترقن تكسرت أفرادا
د.عبدالكريم الشطناوي.