حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,27 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12591

غزة: الألم والأمل

غزة: الألم والأمل

غزة: الألم والأمل

26-12-2023 09:35 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. هبة أبو عيادة
تعيش غزة، القطاع الساحلي الفلسطيني المحاصر منذ أكثر من 15 عامًا، حالة من الدمار والألم والأمل في آنٍ واحد.

فالدمار في حروب الإبادة منذ ما يزيد عن ثمان وسبعين يومًا من القتل والتشريد والإعدامات الميدانية واستهداف أكثر من ثمان وتسعين صحفيًا وذويهم واختراق حُرمة دور العبادة من مساجد كنائس وقتل المدنيين بدم بارد في خيم للاجئين وانتهاك حقوق المستشفيات والمسعفين والكوادر الطبية وقصف الأبنية المدمرة، وتدمير البنية التحتية المتهالكة، ووأد كافة أشكال الحياة ومستلزماتها الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن. والألم يتمثل في المعاناة الإنسانية اليومية في محاولة البقاء على قيد الحياة، بالرغم من الفقر والقتل والظلم والبطالة والمرض.

والأمل يتمثل في إرادة الحياة والمقاومة لدى أبناء غزة الذين يرفضون الاستسلام فهم يدفعون دماءهم وأرواحهم وأبناءهم فداءً لأرض الوطن وكرامة لأرض الرباط.

ليست الحرب الأولى ولكنها الأعنف والأشرس والأكثر همجية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في عام 2008، فقد تعرض القطاع لعدد من الحروب الصهيونية الغادرة الجبانة، التي أسفرت عن تدمير آلاف المنازل والمباني، وقتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين. كما تسبب الحصار المستمر في تدهور كبير في البنية التحتية، حيث انقطعت الكهرباء عن القطاع لساعات طويلة، وتوقفت المياه عن الصنبور، وتوقفت الحركة التجارية والاقتصادية. ونتيجة لذلك، يعيش معظم سكان غزة في فقر مدقع، وتنتشر البطالة بين الشباب بنسبة تتجاوز 50%. كما ترتفع معدلات الأمراض المزمنة، وخاصة أمراض القلب والسكري والسرطان.

رغم كل هذا الدمار والألم، لا يزال أبناء غزة يرفضون الاستسلام. فهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وبناء مستقبل أفضل لأطفالهم.

ويتمثل هذا الأمل في إرادة الحياة التي يتحلى بها أبناء غزة هاشم أهل الصمود والرباط والشجاعة. فرغم كل الصعوبات، يستمرون في الدفاع عن قدسية أرضهم ومقدساتنا الإسلامية و كما يستمرون في المطالبة بحقوقهم المشروعة، ورفض الاحتلال ونقل الصورة والخبر مهما حاول الصهاينة؛ ليرى العالم بأسره إجرام العدو الغاصب المحتل. ويتمثل هذا الأمل أيضًا في روح المقاومة التي يتحلى بها أبناء غزة. فرغم الحصار المستمر، يواصلون المقاومة ضد الاحتلال، ورفض الظلم والاستبداد.

ويبقى مستقبل غزة مشرقًا بإصرار وتفاؤل أهله في التحرير والعيش في سلام وكرامة وكسر كل قيود الاحتلال، في ظل استمرار حرب الإبادة وسلاسل الإجرام والمجازر المستمر.

ونقف مقصرين أمام شموخهم وعزتهم وبسالتهم ولعل أهم ما يمكن أن يقدمه العالم من أجل غزة هو حقن الدماء ووقف الحرب والدفاع عنها، وتوفير الدعم المادي والإنساني للسكان. فهذا هو السبيل الوحيد لمساعدة غزة على التعافي من الدمار، وبناء مستقبل أفضل لأبنائها.








طباعة
  • المشاهدات: 12591
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-12-2023 09:35 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم