بقلم : يوسف رجا الرفاعي
كلما التقيت بصديقي العزيز الذي استمعتُ معه بعد صلاة الظهر مباشرةً ونحن في اواسط شهر رمضان الذي أتى ذلك العام في شهر آب اللهاب ، فاول ما نبدأ الحديث به عند اللقاء هو عن تلك الموعظة التي وعظنا اياها ذلك الشيخ الذي لا اعلم كيف خطر على باله ذلك الموضوع ولا اعلم الحكمة والغاية منه في مثل ذلك الوقت وتلك الايام الرمضانية الحارة جدا ،
هذه الموعظة ليست نقلاً عن صاحبٍ او صديق او عن ناسٍ ثقه إنما هي لي مباشرة بلحمي ودمي ولصاحبي ومَن كان لهم نصيب من تلك الموعظة التي لا تُنسى .

وحيث ان الصائم وخصوصا في وقت الظهيرة مع اشتداد الحر واشتداد العطش معاً يبدأ تركيزه يَقِل اتهمْنا انفُسَنا بخللٍ في سَمْعِنا عندما بدأ موعظته بعنوان لا يقل استفزازاً للصائم اذا ما شاهد ما يدعو الى الاستفزاز وما اكثره في رمضان وبعد عناء وجهد ومحاولة ضبط النفس واصلنا الجلوس والاستماع ولكن حضور جسد واستماع أُذن وأما الذهن فقد شَرَدَ مُوَلِّيَاً الى ابعد مدى خارج حدود المكان .

لا تَقِلُّ استفزازات كثير جداً ممَن عرفناهم او قرأنا كثيراً من كُتُبِهم أو استمعنا لهم طويلاً من عالَمنا العربي ممن يحملون لقب ( عالم ، داعية ، او واعظ) في هذه الايام العصيبة التي تمر بها امتنا عن استفزاز ذلك الذي وعظنا عن صلاة الاستسقاء في ذلك اليوم الرمضاني ذو الحر الشديد ،
لا أجرؤ على الحديث ولو بكلمة واحدة عن واحد منهم فاعتقد انهم كلهم او معظمهم يحفظون كتاب الله تعالى والسنة النبوية الشريفة فلا شرعية لي ولا اهلية لي ولا علم يشفع لي بأن انبس ببنت شفة عن اي واحدٍ منهم .

ولكني مؤهل لأن اطرح سؤالاً اسألُ به نفسي ومَن كُتِبَ عليه قراءة هذا المقال ، وسؤالي ؛
هل مِن الواجب عليَّ ان أُطَوِّعَ نفسي للاستماع الى موعظةِ واعظٍ بصرف النظر عن علمه ودرجته ومكانته ورزانته ووجاهته والقابه التي يحملها او ناء بحملها
وهو يدعو الى ان أُجاهد في سُنَّة استعمال السواك
او ان أُجاهد في إزالة غصن شجرة عن الطريق
او المسح على الخفين ،او سُنَّة مسح الاذنين
( وحاشا وكلا ان يكون استخفافا بسُنَّةٍ او بحرفٍ منها )
او أن استمع واصغي لنقاشٍ مع جاهل يقول ان البعير ليس حيوان كما انشغل به كثير من الناس منذ ايام
ودم الاطفال والنساء والشيوخ والشباب يسيل امام عينيه في وضح النهار ……. أنهارا ؟؟؟
اعتقد ان استفزاز موعظة الاستسقاء أهوَنْ .
يوسف رجا الرفاعي