حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5795

المبادرة المصرية وشروط نتنياهو الاستباقية

المبادرة المصرية وشروط نتنياهو الاستباقية

المبادرة المصرية وشروط نتنياهو الاستباقية

30-12-2023 09:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. محمد حسين المومني
طرحت مصر بشكل غير مباشر، وعبر تسريبات إعلامية، مبادرة لوقف الحرب، وهي مبادرة لا يمكن بحال اعتبارها متكاملة، الأرجح أن هدفها استكشاف ردود الأفعال وضخ أفكار للنقاش.

الأفكار المصرية وجدت رفضا من قيادات حماس، وسيل من الأسئلة التي وجهها لها مراقبون وقيادات فلسطينية بالخارج. المبادرة تتحدث عن وقف إطلاق النار كهدنة إنسانية لفترة من الزمن، يتبعها تبادل للأسرى من الطرفين تبدأ بالأطفال والنساء، ثم الجرحى من الجنود وورفاتهم، ثم باقي الجنود ضمن أعداد يتفق عليها بين الطرفين.

يتلو ذلك خروج قيادة حماس الميدانية والعسكرية من غزة مع ضمان عدم محاكمتهم، ويحل محلهم لإدارة قطاع غزة تكنوقراط فلسطينين دون تحديد من يعينهم ومن هي مرجعيتهم، ولكنهم يديرون شؤون الحياة في غزة بدلا من حماس.


هذه الأفكار شكلت ربما أول محاولة عملية لاستكشاف أفق وقف الحرب نهائيا، ولكنها لامست بعض النقاط القوية مثل خروج حماس من غزة، ولذلك جوبهت بالرفض وعدم الموافقة على نقاشها، فقد أعادت للأذهان موضوع الانقسام الفلسطيني المؤلم وكيف أنه تجذر بين الضفة وغزة.


بالتزامن مع هذه الأفكار الاستطلاعية المصرية، نشر نتنياهو مقالا في صحيفة وول ستريت جورنال يتحدث فيه عن شروط ثلاثة لوقف الحرب وبدء أفق سياسي.
المقال محاولة من نتنياهو لمواجهة الضغوط المتنامية على إسرائيل من قبل العالم، بمن فيه حلفاؤها، لكي توقف الحرب الغاشمة ذات التكلفة الإنسانية الباهظة.
نتنياهو يقول إن الحرب سوف تستمر وستكون ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني تتجنب الضحايا من المدنيين، وإنها فقط ستتوقف في حال تم تدمير حماس، ونزع أي صبغة أو تهديد عسكري من غزة، وثالثا البدء بعملية مكافحة الراديكالية في المجتمع الفلسطيني.


عند تحقيق هذه الشروط يمكن الحديث عن أفق عملية سياسية وسلام مع الفلسطينيين. شروط نتنياهو عامة وبعيدة المنال، وغير واضح ما هي مؤشرات تحقيقها، ما يعني أن نتنياهو مستمر في حربه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، مثل مغادرته لموقعه، حيث تشتد الضغوط عليه من أجل ذلك، وإذا ما أتت حكومة أخرى فالأمر قد يختلف، لأن هدفها الأساس سيكون جلب الأسرى الذين تتعاظم تفاعلات المجتمع الإسرائيلي تجاه التعاطف معهم.


فجوة كبيرة جدا بين ما تطرح إسرائيل وما تطرحه المبادرة المصرية، والخاسر في الأثناء الشعب الفلسطيني الذي يعيش عذابا يوميا معيشيا هائلا، والبيئة أصبحت بالفعل طاردة له، وهذا ما تفاخر به نتنياهو أمام يمينه أنه يقوم بالفعل بخلق بيئة تحفز التهجير.


لم تنضج أجواء التسوية ووقف الحرب بعد، وما يزال الساسة غير حكماء باتخاذ قرارات تاريخية لوقف الحرب وإحلال السلام، وسوف نبقى في هذا الحال لفترة غير قصيرة من الزمن، وكل ما يمكن أن نتوقعه الآن أن تقل حدة القتل الغاشم للفلسطينين العزل، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يريدون العيش بكرامة في وطن اسمه فلسطين، يحكمون أنفسهم بأنفسهم كما باقي شعوب الأرض.








طباعة
  • المشاهدات: 5795
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-12-2023 09:23 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم