30-12-2023 10:14 AM
بقلم : سيف منور
نحن نعلم ان ايران بتسليحها ودعمها وتدربيها للفصائل الفلسطينية ، لها مآرب اخرى غير الشعارات التي تعلن عنها في محافلها وخطب قادتها ، فلن تكن اجندتها في غزة تختلف عن اجنداتها في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن . ونحن نعلم ان تبرؤها من ما فعلته حماس في السابع من اكتوبر ، هو خوف من ان تدخل الحرب امام قوى عظمى قد تسحقها ان وجب الامر ، ونحن نعلم ان سياسة تصدير الثورة الاسلامية هي في الحقيقة تصديرا للثورة الفارسية ، التي تأمل من خلالها ان تعيد الارث الفارسي ، الذي دحره العرب قبل قرون ، فهي تسعى لاعادة الامبراطورية الفارسية عبر توسيع نفوذها في الدول العربية المنهارة .
نحن نعلم ان لقادة الفصائل الفلسطينية المحاربة او المنددة بالحرب ، اجندات سرية خاصة بهم ، قد لا تكون في صالح المواطن الفلسطيني البسيط احيانا وبصالحه احيانا اخرى ، وان ما يحدث الان من حرب شعواء لها خلف الستار مفاوضات ونقاشات واتفاقات كثيرة حتى بين الاعداء في اغلب الاحيان .
نحن نعلم ان اميركا والغرب لا يرغبان في قتل الاطفال وتشريد العائلات والشعوب ، فهذا لا يصب في صالحهما ، الا ان الغاية من الدعم والجسور الجوية والفيتو الدائم منهما ، هو للمحافظة على اسرائيل كي لا تنهار ، ويضيع معها اكثر من 70 عاما من الدعم والمال والتخطيط المتواصل للحفاظ عليها ، فلو " لم تكن اسرائيل موجودة لخلقنا اسرائيل " كما قال الرئيس الامريكي بايدن ، فالميكافيلية المتبعة في هذه الحرب هي كي لا تمس اسرائيل او مواطنيها باي اذى .
نحن نعلم ان اغلب الجماعات الاسلامية منذ نشأتها تتاجر باسم الدين ، وانها فشلت في قيادة اي دولة ترأستها ، ومن الافضل للدول ان تتبنى الاسلام المعتدل وان تستلهم القواعد الاسلامية منه ، وسنها وتشريعها في قوانينها ، ذلك خير من النظام الاسلامي في تشكيل الدول ، ايران الخميني ومصر مرسي مثال .
نحن نعلم ان الحرب في غزة ، كان من الممكن تفاديها لو طبقت الشرعية الدولية ، وذلك باعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة ، الا ان تمدد الاستيطان الاسرائيلي والهجمات الاسرائيلية على الضفة الغربية والمسجد الاقصى ادى بالفصائل للتحرك لاثبات وجودها ، فقامت بهجوم السابع من اكتوبر للوصول الى انهاء للاحتلال او للوصول للخيار الانسب لانهاء القضية الفلسطينية ، وذلك لتحقيق توازن المعادلة في اراضي فلسطين التاريخية .
اذن نحن نعلم كل ذلك ولكن ، ان دعم المواطن العربي لمقاتلي الفصائل الاسلامية في غزة ليس حبا في الاسلاميين ، فالمواطن العربي البسيط هو كالمقاتل الفلسطيني البسيط ، هذا يقاتل ويقصف ويحاول ان ينتصر دون علمه بكل ما سبق ، وذلك يدعم ذلك المقاتل دون علمه ايضا بما خلف الستارة ، فالحقيقة ان سياسة تصدير الثورة الايرانية او اسرار القادة الخفية او فحوى دعم الغرب لاسرائيل او الاسلام السياسي بمجمله ، لا يهم المقاتل الذي يقاتل في سبيل ارضه وعائلته وشرفه ودينه ، فهو لا يقاتل من اجل قائده ، ولا يقاتل من اجل المال ، بل من اجل تحرير وطنه الذي سلب منه ، وان دعم المواطن العربي للفصائل المقاتلة هو نابع من احساس عربي اصيل في مقاومة الظلم والاحتلال والهيمنة الغربية ، هكذا نفهم نحن .
انقسم العرب في الحرب الاخيرة الى صنفين ، مُعارضا للحرب ومؤيدا لها ، فالمُعارض لا يرى ان هنالك جدوى من الحرب لانه يعلم ما نلعمه وما يحاك خلف الستار ، والمؤيد هو من يدعم هؤلاء المقاتلين ويحيي افعالهم ، ولا يهمه الخسارة بالقدر الذي يهمه ان يؤلم اسرائيل ، باي وسيلة كانت ، والنتيجة بالنسبة له معروفة مسبقا .
ولكن ما نعلمه حق العلم ان هنالك ظالم وهنالك مظلوم ، وهنالك محتل واخر واقع تحت الاحتلال ، وبعيدا عن الاجندات الخفية والسياسيات غير المعلنة ، يقول كل احرار العالم ومحبي العدل والانصاف ان هنالك شعب يجب ان يقرر مصيره ، وان يحصل على دولة مستقلة ، وان يعيش بسلام وان يعود اللاجئين من مخيمات الشتات الى وطنهم الاصلي فلسطين ، هذا ما نعلمه الى حد الان والله اعلم ، بغض النظر عما تخفيه الغرف السوداء وما يسرب من تحت الطاولة . . .
والله من وراء القصد
سيف منور
باحث سياسي وقانوني
Saifmenwer0@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-12-2023 10:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |