بقلم : سهير بشناق
سنوات العمر بمن نحبهم.. تلك حقيقة لا ندركها إلا مع مرور العمر بعد أن يصبح غياب من نحبهم وجعا لا يفارق القلب يتجدد كل عام..

فندرك أن تلك الأعوام التي كانوا هم بها باتت ناقصة كأمكانهم التي لا نقوى حتى على النظر إليها كي نتمكن من استعياب الحياة.

والأعوام بمن نحب بمن لا تزال قلوبهم مرفأ آمان لنا نحط به كلما ضاقت علينا الحياة فندرك أن العمر بهم أجمل وأقل صعوبة..

الأعوام بمن نحب لأن الحياة ليست سوى لحظات ومواقف وذكريات وتفاصيل من نحبهم التي دونها لا تكون الأعوام سوى غياب.

يمضي عام وتمضي معه ذكريات وأحلام لم تتمكن من أن تصبح واقعا بأيامنا ولكننا نجددها بالعام الجديد كما نجدد بأعماقنا الحب والشغف والدهشة كي نتمكن من أن نحيا دون عبء الحياة.

لربما لم يعد الفرح رفيق قلوبنا وأيامنا كما كان بأعوام مضت.. لأن كل غياب لمن نحب يأخذ من قلوبنا مساحات من الفرح الحقيقي.

وكل علاقات تنتهي تتنقص من ثقه كانت لنا بأن الآخرين لا يتغيرون ولا نعود نقوى على الفرح بأجمل صوره.

كل عام جديد تعلو أمنياتنا ونجدد الفرح ولو لم يعد مكتملا وندرك أن الأعوام فقط بمن نحب بأصواتهم.. كل يوم بقربهم من أوجاعنا وقدرتهم على البقاء.. كما هم لا يتغيرون ولا يزيدون على قلوبنا وجع آخر.

الأعوام فقط بمن نحب ولا شيء يعنيني بعام مضى وعام جديد سوى قلوب من أحب وعطر وجودهم.. فهم العمر بكل أعوامه..

عام جديد نحتاج به لبدايات جديدة

نحتاج أن نجدد ثقتنا تلك بالحياة وبالآخرين

كي نتمكن من أن نحيا.. فالحياة ليست أعوام وتمضي.. إنها بلحظات حب وآمان وقلوب لا تخون تبقى كما هي ولو مض عاو وأتى آخر.

كل الأحلام والأمنيات بالأعوام تخضع لقانون الحياة بأن تتحقق أو تبقى مجرد حلم لا يعنينا من تلك السنوات سوى كم نحيا بها دون غياب من نحبهم.. ودون أن نشعر بوجع الأيام وقسوتها.

الأعوام بمن نحبهم فقط.