01-01-2024 02:41 PM
سرايا - ناقش مختبر السرديات الأردني مخطوط المجموعة القصصية "طواف الغربان" للكاتب والزميل الصحافي سليمان قبيلات، مساء أمس السبت، بالتعاون مع جمعية تواصل الثقافية في جاليري إطلالة اللويبدة بعمان.
وعاين المشاركون في الجلسة النقاشية، التي أدارها رئيس المختبر الكاتب مفلح العدوان، قصص المخطوط الذي تضمن 39 نصًا قصصيًا، كانت في معظمها عن قرية "مليح" وحكاياتها مما عاشه الكاتب أو تناقلته الألسن ورواه الأسلاف، تناولت ظروف القرية، والعلاقات الاجتماعية، ومعاناة أهلها، وقسوة الحياة، وظلم الحكم العثماني ومقاومتهم، ودور المرأة الكبير والمميز، والشهداء والقتال في فلسطين، والحج، والظروف الاقتصادية، والجوع، والموت، وصراع البقاء، والكوارث الطبيعية وغيرها.
وتناولت المجموعة الطقوس والعادات الاجتماعية بمختلف تجلياتها السلبية والإيجابية.
وأكد المشاركون أهمية العمل؛ كونه يوثق الموروث غير المادي والذاكرة الشعبية لقرية أردنية، ويحفظ إرث الأسلاف وذكراهم للأجيال اللاحقة، وهي بذا تشكل جسرًا وتجسيرًا، وحلقة وصل وتواصلًا بين الأجيال.
وأشادوا بتنوع القصص وموضوعيتها، ومهارة السرد، وجمال اللغة وفخامتها، وصياغتها القوية، وبلاغتها وتكثيفها غير المخل، ورمزية العنوان وكثير من النصوص، وإسقاطاتها السياسية، وتوظيف اللهجة المحكية بطريقة مناسبة تخدم النص.
ونوهوا بأن المجموعة في المجمل تسيدها بطلان؛ اللغة والمكان، فيما قصص المجموعة تؤكد امتلاك المؤلف لمخزون معرفي وثقافي ووعي وطني واجتماعي، وتجربة حياتية ثرية تتماهى مع التاريخ والجغرافيا والتراث والقيم الرفيعة، يبثها كلها في ثنايا القصص.
ولفت المشاركون إلى إشكالية تجنيس نصوص المجموعة، وأن منها ما يحتمل أن يكون نص مكان، أو حكاية شعبية، وبعضها تضمن مقاطع تميل إلى أدب المقالة.
واقترحوا إعادة النظر في العنوان ليكون أكثر التصاقًا بقرية "مليح"، ومراجعة نهايات بعض النصوص لتلائم متطلبات الفن القصصي، وضرورة ضخ بعض المشاعر والعواطف الإنسانية في نصوص المجموعة لتكون أكثر إقناعًا وقربًا للقارئ.
من جهته، قدم قبيلات شكره للمشاركين على ما أبدوه من ملاحظات ولآرائهم ومشاركاتهم القيمة، مؤكدا أنه سيعمل على متابعة كل ملاحظة، وسيأخذ بكل رأي أو اقتراح يصب في تجويد العمل ورفع سويته.
وكان قبيلات قرأ في بداية الجلسة نصًا وجدانيًا يناجي فيه قريته "مليح"، ويتغزل ويعتز بإرثها ونسيجها الاجتماعي المتماسك.