حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7560

هل الرأي العام للمجتمع الدولي حاسمٌ في القضيّة؟

هل الرأي العام للمجتمع الدولي حاسمٌ في القضيّة؟

هل الرأي العام للمجتمع الدولي حاسمٌ في القضيّة؟

03-01-2024 08:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. صلاح جرّار
نشعر بكثير من الرضا والارتياح أحياناً ونحن نتابع المظاهرات التي تقام في دولٍ أوروبيّة ضدّ العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، وينشأ عندنا بعض الأمل ونحن نسمع المتظاهرين يهتفون بعبارة «الحرية لفلسطين»، ونبتهج ونحن نشاهدهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ويلوّحون بها. ويسرّنا دائماً أن نقرأ مقالات لكتّاب وسياسيّين ومفكّرين أجانب وربما يهود ينتقدون فيها الكيان الصهيوني وقياداته أو يتحدّثون فيها عن الحقوق الفلسطينية، ونرحّب كثيراً بمواقف بعض الدول في الغرب والشرق حينما تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو حلّ القضيّة ا?فلسطينية بمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، ونفرح كثيراً عند قيام دول مثل جنوب إفريقيا برفع دعوى إلى محكمة العدل الدولية ضدّ ممارسات الاحتلال الصهيوني، وعند قيام دول مثل تشيلي وبوليفيا وغيرهما بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وعندما نسمع تصريحات لمسؤولين كبار في الدول الأوروبية تتهم الكيان المحتلّ بارتكاب جرائم حرب.

وليس من الصعب على أيّ منّا أن يقرأ أو يسمع أو يشاهد في كلّ يوم ما هو جديد من مواقف الدول أو المسؤولين أو الكتّاب أو السياسيين أو المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، ولكن مع كلّ ذلك يبقى السؤال عن جدوى ذلك في إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الناجمة عن الممارسات الإسرائيلية العدوانية والإجرامية والاحتلالية ضدّ الفلسطينيين.

إنّ هذه المواقف مهما بلغ مستواها ومهما كانت دوافعها تستحق الشكر، بل إننا نشجع المزيد منها ونرحّب به كثيراً، ولا شكّ في أنّ لها تأثيراً طفيفاً في مسارات المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، إلاّ أنّه لا بدّ من الاعتراف بأنّ هذه المواقف الدولية لا يمكن أن تكون وحدها حاسمة في إنهاء الاحتلال ولا حتّى في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، ولو أنّنا راهنّا على تطوّر هذه المواقف حتى تصبح ذات تأثير فاعل في استعادة الأراضي المحتلة لربّما احتجنا إلى عدّة قرون للوصول إلى هذه النتيجة، فالمظاهرات التي تجري في المدن الأمريكية للتض?من مع الشعب الفلسطيني لم تستطع أن توقف تدفّق السلاح والذخائر الأمريكية للكيان المحتلّ، وهو السلاح الذي يستخدم في البطش بالشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر ضدّه وتعزيز الوجود الإسرائيلي في فلسطين، وكذلك يقال عن مواقف بعض المسؤولين الأوروبيين التي تدعو إلى حقن الدم الفلسطيني فإنها لم تمنع استمرار تلك الدول في تنفيذ استراتيجياتها في ما يسمّونة الحفاظ على أمن إسرائيل، وحتّى موقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي يطالب بإلحاح في وقف جرائم الحرب التي يقترفها الجيش الصهيوني ضدّ الفلسطينيين لم يفلح في تخفيض سُعار الوحش?ة الصهيونية. والدول الأوروبية التي تشهد تظاهرات ضدّ الجرائم الصهيونية يخرج منها مرتزقة يحاربون إلى جانب الإسرائيليين في غزة.

ولا بدّ أيضاً- ونحن نشكر أصحاب المواقف المتعاطفة أو المتضامنة مع الفلسطينيين أو الداعمة والمؤيّدة لهم- من الانتباه إلى أنّ هذه المواقف تعلو وتهبط تبعاً لفداحة الجرائم أو التجاوزات التي يرتكبها المحتلّون، وأنّها لا تمثّل الرأي العام الغربي أو الأمريكي أو رأي المجتمع الدولي. ومهما بلغ مستوى تعاطف هذا المسؤول أو ذاك مع الشعب الفلسطيني فإنّه لن يتجاوز حدّ الحرص على المصلحة الإسرائيلية.

لذا فإنني أرى- ونحن نشكر كلّ من قال كلمة حق لصالح الفلسطينيين- أن لا نعوّل على هذه المواقف كثيراً، ولا نراهن على ما يعرف بالرأي العام الدولي، ولكن أيضاً علينا أن لا نغفل أهميّة هذه المواقف وهذا الرأي العام، ويجب أن نحرص على الجمع بين الدعم السياسي والإعلامي والقانوني الدولي والعمل بالوسائل الدفاعية الأخرى التي يحقّ لكلّ الشعوب اللجوء إليها عندما تتعرض للعدوان والاحتلال، وقد أثبتت تجارب التاريخ أن التعاطف الدولي حتى لو بلغ أقصاه ومنتهاه لم ينجح يوماً في تحرير وطن محتل ولا طرد غازٍ أو مستعمر.

Salahjarrar@hotmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 7560
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-01-2024 08:45 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم