04-01-2024 09:06 AM
سرايا - رغم الفوائد الجمة لرياضة المشي على الصحة العامة واللياقة البدنية، يلعب توقيت ممارستها دورا كبيرا في المساعدة على حصد منافعها. فقد تبين عبر البحوث العلمية أن المشي بعد الأكل مباشرة يجهد الجهاز الهضمي ويعطل عملية تحويل الطعام إلى طاقة.
الأطباء ينصحون بالمشي بعد مرور ساعتين على الأكل
في الوقت الذي ينصح فيه الكثير من الأطباء بضرورة المشي بعد تناول الوجبة مباشرة لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، أطلق شق آخر من الباحثين والأطباء جملة من التحذيرات من ممارسة رياضة المشي بعد تناول الوجبة مباشرة.
فقد أثبتت الدراسات، سابقا، أن المشي يعمل على تنشيط الدورة الدموية ويقلل من المخاطر المرتبطة بالسمنة والسكري والكوليسترول ويحمي من الإصابة بالسرطان، لكن الجديد هو التشكيك في نجاعة هذه الرياضة، في حال ممارستها فور الانتهاء من الطعام.
وبينت دراسة أميركية حديثة أن المشي الخفيف أو المتوسط لمدة 15 دقيقة بعد تناول الوجبة بنصف ساعة يساعد في الحفاظ على سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية، ويحمي من الارتفاع الحاد في مستويات بعد الوجبة وخاصة لدى المتقدمين في العمر.
وتوصلت دراسة يابانية أخرى إلى أن المشي الخفيف بعد ساعة من تناول الوجبة الدسمة، يخفف من الارتفاع الحاد بمستويات الشحوم الثلاثية في الدم.
وكشف باحثون بلجيكيون أن ممارسة الرياضة بعد تناول الوجبة مباشرة، التي كثيراً ما شدد عليها متخصصون بهدف خسارة الوزن، ويحرص خاصة البدناء على اتباعها، ربما تكون سببا في زيادته.
وتتبع الباحثون طرق فقدان الوزن في مجموعتين من الشباب الأصحاء، الأولى مارس أفرادها تمارين شاقة وروتينية لكن بعد وجبة الإفطار، وأفراد المجموعة الثانية مارسوا التمارين نفسها لكن قبل وجبة الإفطار. واتبع المشاركون في البحث نظاماً غذائياً تزيد فيه نسبة السعرات الحرارية بنحو 30 بالمئة كما تزيد فيه الدهون بنسبة 50 بالمئة لمدة ستة أسابيع.
وخلصت الدراسة إلى أن أفراد المجموعة الأولى الذين مارسوا الرياضة بعد الإفطار قد اكتسبوا وزنا إضافيا، يقدر بنحو كيلوغرام ونصف الكيلو لكل منهم. وتطورت لديهم مشاكل الأنسولين، فيما لم يكتسب أفراد المجموعة الثانية الذين مارسوا التمارين الرياضية قبل وجبة الإفطار أي وزن إضافي وكانت لديهم مستويات الأنسولين صحية، كما أحرق جسمهم المزيد من الدهون طوال اليوم مقارنة بالأفراد الآخرين.
ووصف الكثير من الأطباء أن المشي بعد تناول الوجبة مباشرة كارثة صحية، لأنه يرهق الجهاز الهضمي بسبب أن مع تناول الطعام يقوم القلب بضخ كميات كبيرة من الدم إلى المعدة للقيام بعمليتي الهضم والامتصاص، وبالتالي يتفرغ الجسم لأداء هذه المهمة، وعند ممارسة الرياضة يقوم القلب بضخ كميات أخرى من الدم إلى العضلات لإنتاج الطاقة اللازمة لهذا المجهود العضلي، وبالتالي لا يستطيع الجسم القيام بالمجهودين معا ما يؤدي إلى حدوث خلل في الأجهزة. وقد يصاحبه الشعور بالإرهاق المستمر نتيجة لعدم وصول الدم بشكل كاف إلى أجزاء الجسم. وقد يحدث تقيؤ بسبب الضغط على عضلات البطن وعدم قيام المعدة بهضم الطعام وامتصاصه .
تأجيل المشي قدر الإمكان بعد الأكل يساعد بشكل كبير في تعديل المزاج، وزيادة التركيز والتقليل من الشعور بالتوتر
وتنصح د. نبال عبدالرحمن أبو العلا، استشارية ومسؤولة في عيادة السكر وعيادة تغذية الرياضيين بالمعهد القومي للتغذية، بعدم ممارسة رياضة المشي بعد تناول وجبة الطعام مباشرة بل يجب مرور ساعتين على الأقل. وهو الأمر الذي يساعد بشكل كبير في تعديل المزاج وزيادة التركيز والتقليل من الشعور بالتوتر والجوع، وتقوية عضلات القلب وزيادة كفاءتها وكذلك التقليل من مستوى الدهون الضارة في الجسم وتنظيم الوزن، كما أنه يعتبر طريقة فعالة وصحية في علاج هشاشة العظام، حيث يزيد من ترسب الكالسيوم في العظام، بالإضافة إلى أنه يقلل من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي والقولون وغيره.
ووفقا لمركز مايو كلينيك لاضطرابات النوم في روتشستر، المشي بعد العشاء يساعد الشخص على النوم بسرعة أكبر ويساعد على الحد من الرغبة الشديدة فى تناول وجبات خفيفة من الأطعمة السكرية عالية الدهون في وقت متأخر من الليل.
ويشدد الباحثون أكثر على مرضى السكري الذين بحاجة إلى المزيد من الوقت قبل البدء في المشي، بعد تناول الطعام. وذلك حتى تستقر مستويات الأنسولين وسكر الدم، لأنه إذا تم المشي مباشرة بعد الأكل، فإنه سيتم تعطيل عمل الأنسولين في تنظيم مستويات السكر في الدم.
وعند احترام الوقت الفاصل بين الأكل والمشي لا يهم ممارسة هذه الرياضة لفترة زمنية طويلة، للحصول على النتائج المرجوة، حيث تكفي 15 دقيقة فقط لتجديد النشاط وحرق السعرات الحرارية.
وكانت إحدى الدراسات قد كشفت أن المشي لمدة 15 دقيقة ربما يساعد الأشخاص الذين يعانون من وزن زائد على الأقل، في تخفيف توقهم إلى تناول الوجبات الغنية بالسكريات والسعرات الحرارية. وقال أدريان مويل العالم النفسي في جامعة رور في بوخوم بألمانيا “هذه الدراسة أظهرت أن المشي السريع يمكن أن يستخدم كاستراتيجية لتخفيف التوق المتكرر إلى تناول الطعام”.
ويشير أدريان مويل إلى أن التمارين الرياضية ربما تمنح الشخص الذي يمارسها تحفيزا فكريا يشوش أفكاره المتمحورة حول تناول الطعام، كما أن الالتزام بالمشي بشكل منتظم لتخفيف الرغبة الشديدة في تناول الطعام، ربما يحسن بدوره القدرة على اختيار أطعمة صحية أكثر، كما أنه ربما يفتح الشهية على الطعام.