بقلم : د. رعد التل
أحسن منتدى الاستراتيجيات الأردني بإصداره تقريرا مهما يلقي الضوء على أثر الاضطرابات الحاصلة في مضيق باب المندب على التجارة الأردنية؛ حيث يشير التقرير إلى أن المضيق يلعب دورا أساسيا في حركة التجارة العالمية، إذ يمثل نحو 30 % من إجمالي تجارة الحاويات العالمية وحوالي 10 % من تدفقات النفط العالمية التي تتم بحرًا. ويختصر مضيق باب المندب رحلات السفن مدة 14 يوما بالمتوسط.


ومنذ 15 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لجأت 4 من أكبر 5 شركات شحن حاويات في العالم، بإيقاف أو تعليق خدماتها في البحر الأحمر، وهو الطريق الذي يجب أن تمر عبره حركة المرور من قناة السويس.

وتمثل هذه الشركات الأربع مجتمعة 53 في المائة من تجارة الحاويات العالمية. وقد تحذو الشركات الأصغر لنقل الحاويات حذوها، بحسب مجلة "إيكونوميست".
فيما يتعلق بالتجارة الخارجية للأردن، فإن معدل التبادل التجاري الذي تم عبر المضيق بلغ حوالي
28 % تقريبا من إجمالي التبادل التجاري للأردن خلال الفترة من 2020 إلى 2022. كما أشار التقرير إلى أن نسبة مستوردات الأردن التي تم جلبها عبر المضيق بلغت حوالي 30 % من إجمالي المستوردات الكلية للبلاد، وتقدر بنحو 22 مليار دولار سنويا خلال الفترة نفسها.
الدول الرئيسية التي تستورد منها الأردن عبر المضيق تشمل الصين، الهند، جمهورية كوريا، تايبيه، اليابان، وغيرها، وهذه الدول تمثل تقريبا 19 % من مجمل المستوردات الأردنية من العالم. من بين المنتجات المستوردة البارزة تجدر الإشارة إلى الآلات والمعدات والمركبات والأقمشة والملابس وبعض الصناعات الغذائية والبلاستيكية والخشبية والمعادن.
نتائج التقرير أظهرت أن بعض السلع المستوردة، مثل الأقمشة، تصل نسبتها إلى 89 % من إجمالي استيراد الأردن لهذه السلع من جميع دول العالم، في حين بلغت نسبة المستوردات من الآلات والمعدات الكهربائية والميكانيكية 73 %، ونسبة المركبات 55 %.
تعتمد صادرات الأردن أيضا على مضيق باب المندب؛ حيث وصل متوسط قيمة الصادرات الأردنية من خلال المضيق إلى أكثر من 2.1 مليار دولار سنويا خلال الفترة من 2020 إلى 2022، ممثلة 21.4 % من إجمالي صادرات الأردن إلى العالم. الدول المستقبلة لهذه الصادرات تتضمن الهند، إندونيسيا، الصين، بنغلادش، ماليزيا، أستراليا، واليابان.
الصناعات الكيماوية والتعدينية تعد أبرز المنتجات المصدرة من الأردن عبر المضيق بنسبة تصل إلى
92 % من إجمالي الصادرات الوطنية الكلية عبر هذا المعبر. من المتوقع أن تتأثر صادرات الأردن من الأسمدة بشكل كبير في حال إغلاق المضيق، حيث تشكل حصة تلك الصادرات 54 % من إجمالي صادرات الأردن للأسمدة عبر جميع المنافذ.
وقد توصل تقرير المنتدى إلى أن إغلاق مضيق باب المندب قد يؤثر سلبا على المستوردات والصادرات الأردنية، مما يمكن أن يؤثر على الاقتصاد الوطني بشكل عام. يشدد المنتدى على أهمية اتخاذ إجراءات لإدارة المخاطر المحتملة والحد من تأثيرها على الاقتصاد والسوق المحلي.
إن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة واستعادة الاستقرار في المنطقة بات ضرورة ملحة، لدعم النمو الاقتصادي وتجنب تداعيات الاضطرابات الاقتصادية العالمية.