حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13961

" اللامبالاة السياسية " .. جذورها وانعكاساتها

" اللامبالاة السياسية " .. جذورها وانعكاساتها

" اللامبالاة السياسية "  ..  جذورها وانعكاساتها

04-01-2024 06:02 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد عبدالله الروابدة
الإهتمام بالشأن العام " فرض عين " على كل مواطن فهو جزء من كينونته الانسانية باعتبار ان الانسان مخلوق اجتماعي يتأثر بمحيطه و يؤثر فيه ويعتبر مكوناً اساسياً في هويته الوطنية حيث ان رفعة المجتمع وتحقيق مصالحه العليا جزء من هوية الفرد الذي يحمل في بنيته الفكرية هموم المجتمع واهدافه.
يشهد المجتمع العربي عموماً حالة من العزوف عن المشاركة السياسية وقد تطورت حتى بلغت حد اللامبالاة السياسية وهي حالة نفسية عقلية عاطفية سيشهد الامة العربية انعكاساتها الخطيرة اذا لم يقرع جرس الخطر .
هنا لابد من الاشارة الى اهم اسباب هذه الحالة من اللامبالاة وهي :
اولا : الفقر ، حيث يرزح المجتمع والفرد تحت مقصلة الفشل الاقتصادي ونتائجه مثل التضخم والبطالة وعدم توفر اساسيات العيش الكريم وهو ما يجعل الفرد منشغلاً بشكل كامل في تأمين اساسيات حياته الواقعة على هامش الحياة بعيداً كل البعد عن الهم العام والحياة العامة ،
ثانيا : الجهل ، والجهل يتخطى حالة الفشل العلمي والاكاديمي ليصل الى التنشئة والثقافة والتربية الوطنية والتاريخية وطريقة تفسير الاشياء والأحداث بل وتسخيف دور المدارس والجامعات والمناهج ودور النشر ويصل الحال الى وضع رويبضة المجتمع موضع القدوة والمؤثرين .
ثالثاً الخوف ، يعيش المواطن العربي في خوف دائم يمتد من المجتمع ذاته الى السلطة السياسية القامعة حتى يصل الى مفهوم المؤامرة الكونية عليه وهذا ما ترسخ في العقل الجمعي العربي عبر عصور من الإستعمار تلاه الإستبداد حتى وصل الحال الى ترسيخ الخوف في الموروث الفلكلوري مثل " الحيطان إلها آذان" ، " امشي الحيط الحيط " وغيرها .
رابعاً : انشغال النخب السياسية والمجتمعية في تقسيم الغنائم عن التوجه الى تثقيف المجتمع وتحديثه ، مع وجود معضلة اساسية في وصول هذه النخبة الى موقعها بدون امتلاك مقومات الثقافة والكفاءة في جو عام فوضوي بلا أدنى معايير العدالة وتكافؤ الفرص .
خامساً : فشل مؤسسات المجتمع المدني في بناء مصداقتها لدى الفرد لتوجيهه نحو الفكر الوطني الموحد وانشغالها أيضاً في إسناد قوى راس المال على مقدرات الأوطان .
سادساً : السوابق والأحداث الحية التي شهدها الفرد في فشل الحراكات السياسية والمجتمعية في تحقيق مكاسب ملموسة على ارض الواقع ، دون التعمق في النظر الى ان هذا الفشل نابع من آله القمع في غالبية الاحيان .
هذه الاسباب المذكورة أعلاه وصلت بنا الى حالة من الفراغ الفكري والسياسي والإقتصادي وتسببت في حالة من السيولة والضعف الذي ندفع ثمنه الآن ، فهذه الفوضى التي يشهدها العالم العربي ما هي الى ثمار هذه الجذور وقد سقيت بماء الامبريالية حتى اصبحت شجرةً خبيثة نحتاج الى عقود لاجتثاثها.








طباعة
  • المشاهدات: 13961
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-01-2024 06:02 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم