حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8229

من ازومة الحدود الى ازمة الوجود

من ازومة الحدود الى ازمة الوجود

من ازومة الحدود الى ازمة الوجود

10-01-2024 10:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه

عمل الكيان الإسرائيلي على مدى خمسة وسبعين عاماً على تأمين نطاقه الجغرافي، فكان من المؤسف أن المنظمة الدولية بقرارها منحته مساحة واسعة من الجغرافية الفلسطينية رغم صغر عدد المستوطنين الصهاينة مقارنة بالمساحة التي منحت لعرب فلسطين وهم أغلبية سكانية وعددهم يزيد ثلاث مرات _حين صدر قرار التقسيم _عن عدد المستوطنيين اليهود أو الصهاينة ، وظل هذا الكيان منهمكاً في التوسع وسياسية الاستيطان وتأمين حدود الجغرافية التي يستولي عليها بصورة مضطردة، على حساب الأراضي العربية التي حددها قرار التقسيم الأممي ، وبدعم من القوى الاستعمارية الواقفة خلفه بعد ان مكّنته بصورة سريعة من امتلاك عوامل القوة العسكرية والمادي .

لقد تمكن الكيان الإسرائيلي من تحقيق توسع جغرافي بعد أن احتل الجولان وجزءاً من الأراضي العربية في لبنان، وفيما اضطر الكيان على إرجاع ( سيناء المصرية باتفاقية سلام) حيّد بموجبها دور مصر في معركة تحرير فلسطين، فواصل التوسع الاستيطاني واقتطاع المزيد من أراضي الدولة العربية التي حددتها الأمم المتحدة، حيث لم يُبقي منها سوى أقل من ٩ ٪ من أراضي الدولة الفلسطينية التي حددها قرار التقسيم..؟!

ما حصل الآن ان معركة ( طوفان الأقصى) فجّرت الكثير من الأحداث والتداعيات على الكيان الاستيطاني الصهيوني الذي قضى جاثماً كل تلك العقود على أرض فلسطين محتلا أرضها وطارداً ومشرِّداً ومهجِّراً وقاتلا ومعتقِلاً لشعبها صاحب الأرض والحق الذي دفع ثمناً باهضا ، لكن اليوم وبعد معركة ( طوفان الأقصى) فقد أخرجت هذه المعركة هذا الكيان من دائرة الاهتمام ( الحدودي) إلى دائرة أشد خطورة وأشد مرارة عليه ، الذي لم يكن يوماً يتوقعها أو يتوقع الخوض فيها ، وهو القادر الذي لديه التفوق النوعي والتقني والعسكري والحضاري والاستخباري ، والذي كان يتفاخر ويتباهي بقدراته العسكرية وتفوقه .

هذه المعركة "المباغته" أجبرت الكيان الإسرائيلي ولأول مرة في تاريخيه على أنه ينهمك "مضطراً" في التعاطي مع أزمة (الوجود) التي أنسته أزمة الحدود، وأزمة (الوجود) بالنسبة لهذا الكيان كانت خارج دائرة الوعي والاهتمام ، غير أن المقاومة أجبرته وقهرته وأسقطت كل أساطيره وأجبرته بالتالي أن ينهمك في التفكير الجاد في (أزمته الوجودية) .
والله ولي الصابرين 
مع تحياتي








طباعة
  • المشاهدات: 8229
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم