حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7579

الثقافة الوطنية +18

الثقافة الوطنية +18

الثقافة الوطنية +18

11-01-2024 01:04 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهم محمد العبادي
الأردنيون من أكثر الشعوب تمسكا بهويتهم الوطنية، التي امتدت عبر التاريخ منذ مملكة الأنباط، وفي كل مراحل التاريخ كانت تتجذر وتترسخ في وجدانهم، وتركت بصمات كبيرة في التاريخ العربي والإسلامي.

الأردنيون يعتبرون هويتهم مقدسة، فلا تنازل عنها ولا مجاملة عليها، دفع الآباء والأجداد كل نفيس في سبيل الحفاظ على الأردن العظيم وهويته العربية والإسلامية.

في الثورة العربية الكبرى قدم الأردنيون ما يملكون لتحقيق وحدة العرب وأهداف الثورة، فأبناء العشائر قدموا المقاتلين والشهداء والمال، مثلما قدمت الأردنيات أيضا، وعلى سبيل المثال معركة حد الدقيق في الطفيلة ضد الجيش العثماني بقيادة الشيخ ذياب العوران، حيث قامت الأردنيات الطفيليات ببيع مصاغهن الذهبي وشراء السلاح، ومثلهن بنات الحويطات والمعانية والكركية وصولا إلى عشائر الوسط والشمال.

التاريخ الأردني شامة جميلة في جبين الأمة، نستذكر المجاهد الشهيد نجيب البطاينة أو كما يعرف بنجيب الحوراني الساعد الأيمن للشهيد عمر المختار، أو المرحوم محمد علي العجلوني أحد أبطال وقادة معركة ميسلون، والمرحوم الشيخ فواز بركات الزعبي أكبر ممولي الثورات العربية ضد الفرنسيين والإنجليز حتى العثمانيين، وكلنا يعرف حكاية نفيه إلى الهند، مثلما نتحدث عن صادق الشرع والأمير راشد الخزاعي وعودة أبو تايه وحسين باشا الطراونة ومبارك أبو يامين وعلي خلقي الشرايري وماجد العدوان وصايل الشهوان وتركي الكايد، وخلف التل ومرزوق القلاب ومفلح الفاعوري وسلامة القطيشات وإبراهيم الضمور وآلاف الأسماء التي صنعت تاريخ الأردن والأمة.

نستطيع أن نجعل ثقافتنا الوطنية تتحدث عن دور الأردنيين في بناء وطنهم، ودورهم في الدفاع عن الأمة من المحيط إلى الخليج، حابس المجالي وخالد هجهوج ومشهور حديثة الجازي وفراس العجلوني وعبدالله التل ومحمد أمين المناصير ومنصور كريشان وصالح شويعر وسليمان الشخانبة وآلاف شهداء الجيش الأردني الأبطال، يستحقون ذكرهم في مناهجنا، حتى لا يقال يوما إننا أمة بلا تاريخ، في وقت نحن كتبة التاريخ وأسياده، فلقد خاض الأردنيون عشرات المعارك مع الأعداء، وفي كل معركة قصص وحكايات صنعتها بطولات النشامى تستحق أن يتناقلها التاريخ والأجيال.
حديثا يستحق شهداء الركبان واربد والقلعة والسلط والبقعة والحدود الشمالية وغيرهم، توثيق التاريخ وتدريسه للطلاب، فهم استشهدوا لأجل الوطن وأهله في سبيل الله.

مواد الثقافة الوطنية في الجامعات والمدارس، لابد من إعادة كتابتها بما ينسجم مع تاريخ الوطن وأفعال رجالاته، لا بما يراد تمريره، وكذلك كتابة تاريخ الوطن الحديث، فهنالك رجال أفنوا حياتهم في سبيل رفعة وازدهار هذا الوطن، ولا بد أن تكون العادات والتقاليد الأردنية الأصيلة جزءاً من هذه الثقافة الوطنية، فكل مدينة وقرية وبادية أردنية لديها تاريخ عتيد مجيد في بناء الدولة ونصرة قضايا الأمة.

نحن لا نريد أن يتعلم أبناؤنا في ثقافتهم الوطنية إفرازات سيداو والمنظمات الأجنبية، ولا نريد أن تنتشر ثقافتهم التي لا تتناسب لا مع الدين ولا الأعراف والعادات والتقاليد، فنحن نملك تاريخاً لم تمتلكه حتى بلدانهم في إظهار كرامة الإنسان.

قبل فترة ليست بالبعيدة، في أثناء نقاش مع مسؤول سابق عن الثقافة الوطنية وضرورة توثيقها، قال جهارا نهارا إنهم لن يسمحوا لك بذلك، فمكتوب علينا بأن نبقى بلا تاريخ موثق، ويبدوا أنه أصاب، لكننا أبناء العسكر والحراثين سنبقى المدافعين عن ثقافتنا الوطنية وحماة هويتنا ووطننا، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

الثقافة الوطنية +18 التي تسربت خلال الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليست أردنية ولن تكون.، مثلما أن وجودها في مناهجنا ليس بريئا.

المجد لتاريخ الأردن العظيم ولرجالاته.








طباعة
  • المشاهدات: 7579
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم