بقلم : علي القيسي

أثبتت هذه الحرب المستمرة بجنون ، أن الكيان الصهيوني فقد عقله واتزانه وهيبته ، نتيجة الفشل الكبير الذي تعرضت له أجهزته الأمنية والاستخباراية والعسكرية ، عندما تم اقتحام جنوب فلسطين وغلاف غزة من قبل المقاومة الفلسطينية ، بمجموعات كبيرة من حماس والفصائل المقاتلة ،ودخلت هذه الفصائل بكل اقتدار وشجاعة وحرفية ،السياج الفاصل بين غزة والكيان ،، وقد تم السيطرة على المستوطنات الصهيونية وقتل الكثير من الجنود الصهاينة وأسر الكثير منهم ومن المستوطنين ،، هذه العملية الكبيرة التي نفذها مقاتلو حماس وسرايا القدس والجهاد ،،شكلت منعطفا حادا في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،، فهي العملية الأولى في التاريخ الحديث التي يقوم بها مقاومون باختراق الحدود المجهزة بكل انواع ووسائل الحماية إلكترونية والأمنية والتكنولوجية ودخول أرض العدو والسيطرة على المستوطنات والبلدات والمعسكرات والقواعد العسكرية دون أي مقاومة أو انتباه من جانب القوات الإسرائيلية ، وهذا الأمر يعد من الأمور المستحيلة والغريبة التي لم يمر بها الكيان على مدى خمسة وسبعين عاما من احتلاله لفلسطين ، إن ماقامت به المقاومة في السابع من تشرين لايكاد يصدق ، فالمباغتة والتوقيت والتحضير والاستعداد والتنفيذ من قبل المقاومة أذهل العالم وخاصة العالم الغربي أمريكا وأوروبا، والعب المشاعر الجهادية والوطنية في العالم العربي والإسلامي ،،وأعاد الثقة ألى النفوس ،بعد اليأس الذي اعترى الشارع العربي في العقود الأخيرة ، وتفوق الكيان وغطرسته في كل الأوقات والمراحل ، إن ماقامت به حماس يعد انتصارا عظيما منذ اليوم الأول ، ولايمكن القفز عن هذه الحقيقة أو تجاهلها بعد ماقام به العدو من مجازر انتقاما وحشيا لم يشهد التاريخ له مثيل في تدمير القطاع غزة بكل الأسلحة المدمرة التي دمرت البنية التحتية والفوقية لغزة وسكانها من مستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس وبنى خدمية واجتماعية كل ذلك ولازالت الحرب مستمرة رغم كل الأصوات والنداءات المطالبة بوقفها ،، ولكن العدو يتكبد الخسائر الفادحة كل يوم والأرواح والمعدات والمعنويات ، والمقاومة الباسلة لازالت صامدة ومتماسكة وتقاتل بشجاعة وإيمان ، لطرد الاحتلال من غزة وعودة النازحين ألى بيوتهم ومدنهم ومخيماتهم ولن يخرجوا منها أو يهجروا كما يرغب العدو وسيظلون في وطنهم مهما بلغت التضحيات.