13-01-2024 08:54 AM
بقلم : سارة طالب السهيل
ساهمت الأغنية الوطنية الأردنية في غرس قيم الوطنية والانتماء والوحدة بين أبناء شعب الأردن واصطفافه خلف قيادته، وكان للإذاعة دور محوري في بث هذه الأغاني التي تتغنى بأمجاد الوطن وقيمه وحضارته وتراثه وبطولات جنوده.
ازدهرت الأغنية الوطنية منذ نشأة الإذاعة في حقبة الستينيات والسبعينات معبرة عن قيم الاصالة العربية في الكلمة والمعنى والنغم قائمة بدور رئيسي في التماسك الاجتماعي والصلابة في مواجهة التحديات الاقليمية والخارجية.
وحرص المغفور له الملك حسين على دعم الفن والفنانين، فأطلق طاقتهم ومواهبهم وبرزت عبقريات فنية في الشعر والموسيقى والغناء أثرت الساحة الغنائية الأردنية والعربية سواء العاطفية او الوطنية.
من هذه النماذج العبقرية الدويتو الفني الفنانة سلوى العاص وزوجها الموسيقار العبقري الراحل جميل العاص، اللذان قدما أورع الاغاني الوطنية والعاطفية. فالموسيقار الراحل الذي كان أول موسيقي عربي يحصل على لقب موسيقار من بريطانيا، وكان أول من أتقن العزف على آلة البزق بالشرق الأوسط.
بينما بدأت السيدة سلوى مشوارها الفني وهي طالبة تشارك في مسرحية بمدرستها تغنت فيها بما يتعرض له الفلسطينيون من قتل على أيدي قوات الاحتلال، فأبكت الجمهور، مما دفع المسئولين في المدرسة الى تشجيعها على المشاركة في ركن الهواة بالإذاعة الأردنية ونجاحها جعل مدير الاذاعة يطلبها من الغناء.
وتعرفت على رئيس قسم الموسيقى آنذاك جميل العاص الذي رعى موهبتها وتزوجها وكونا دويتو فني من أبدع الدويتهات الفنية في زمن الفن الجميل، فأبدعت بألحان زوجها بأغانيها الشعبية والبدوية الشهيرة الأصيلة، ووجهت صوتها الذهبي لنصرة الأردن قيادة وشعبا عبر أغانيها الحماسية الملهمة والملهبة للمشاعر الوطنية والفداء والرافعة لمعنويات الوطن وقت الشدائد، ومن أهمها أغنية "بين الدوالي" وغيرها.
فقد تغنت سلوى العاص ببطولات القيادة الهاشمية كما تغنت بالأرض والشجر والجيش والأهل والعشيرة، واستطاعت ان تحفر بصمة في تاريخ الأغنية الأردنية الوطنية والعاطفية، من خلال جولاتها الفنية في الدول العربية والاجنبية، ولا تزال أغانيها خالدة ترددها الأجيال الجديدة.
والمسيرة الفنية لسلوي أو «آمال عجاوي» حافلة بالعطاء الفني، والتي امتدت للأعمال الدرامية التلفزيونية الرائعة التي شاركت فيها بالمقدمات الغنائية هذا وقد شاركت الفنانة سلوى بالعديد من المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية.
الفنانة القديرة سلوى العاص كانت سفيرة للأردن في المحافل الغنائية العربية والأجنبية ومهرجاناتها وقدمت فيها ابدع أغانيها الحماسية والعاطفية.
وقد توجت مسيرتها الفنية بالعديد من الدروع وشهادات التقدير مثل درع التلفزيون ألأردني في مهرجان الأغنية العربية, وغيرها.
وشهادة تقدير من مهرجان جرش للثقافة والفنون عام (2004) شهادة تقدير من المعهد الدولي للموسيقى الفلكلورية في برلين الغربية والشرقية و هولندا عام 1993 ذاكرة الاردنيين تفوح بالوفاء والتقدير للدور الذي لعبه هذا الدويتو الفني، وخلدت في وجدانهم الاغنية الوطنية «تخسي يا كوبان» التي بدأ التخطيط لها بمكتب مدير مكتب رئيس الوزراء الشهيد وصفي التل وتم اللقاء مع القائد العام للقوات المسلحة الأردنية المشير حابس المجالي والشاعر حسني فريز رحمهما الله وقاموا هم الثلاثة بتأليف أغنية» تخسي يا كوبان».
ومعنى كلمة «كوبان» الجبان الخائن، وسجلوا الكلمات على شريط كاسيت وبعثوا الى جميل العاص واحضروه الى رئاسة الوزراء بسيارة نجدة وطلبوا منه وضع ألحانها لتشدوا بها زوجته سلوى، وهي الأغنية الوطنية الخالدة التي تتناقلها الأجيال.
ابدع الموسيقار الراحل العديد من القصائد التي نظمها كبار الشعراء الأردنيين وتغنت بها سلوى.
نعرف كيف نكيد الخصامي،كان جميل يلحنها لسلوى، كما لحن لكوكبة من الفنانات والفنانين العرب.
كما أبدع الموسيقار الراحل العديد من الأعمال الفنية والتلفزيونية.
وسيظل هذا الدويتو الفني رمزا للأغنية الأردنية الوطنية والعاطفية النابعة من قيم أصالتنا العربية، وتتعلم منهما الاجيال قيم الانتماء للوطن.
كانت الفنانة سلوى العاص ليس فقط على الصعيد الفني والشعبي الوطني الأردني معروفة ومحبوبة بل كانت أيضا على الصعيد الاجتماعي على علاقة ود واحترام و صداقة مع كبار البلد و صديقة لزوجاتهم لدماثة اخلاقها وطيبتها فكل أردني يشعر انها والدته لرزانتها والتزامها ومحافظتها على القيم و التقاليد
السيدة سلوى العاص تربطها وأسرتي علاقة طيبة وجميلة وكان بينهم لقاءات حتى قبل ميلادي بسنوات،و عندما التقيتها آخر مرة في يوم ذكرى استشهاد وصفي التل ذكرت لي كيف التقت مع والدي ووالدتي هي وزوجها الراحل في لندن صدفة وقالت لي راحت رجال ايام زمان والناس تبدلت وتغيرت وماعادت الناس القديمة الاصلية طلع ناس جديدة ما حدا عارفها (والله صحيح يا خالتي العزيزة صح لسانك) أنت خير من شهد القامات و الرجالات التي كانت تملأ الدنيا عزا و كرامة.
سلوى العاص تاريخ.. أتمنى أن يستفاد من خبرتها وتاريخها الفني والقومي وأن يتخذها المطربون والمطربات قدوة في التزامها الفني وأخلاقها كما فنها الراقي صاحب الرسالة والمعاني والأهداف.
سلوى العاص كنز معلومات أتمنى أن تكتب مذكراتها وتسجل ما لديها من أحداث مهمة كانت تحضرها.
سلوى العاص الوفية التي قالت لي بالحرف الواحد الله يحمي سيدنا «أبو الحسين» جلالة الملك عبدالله الذي يهتم بي ويرعاني
يا ريت كل الفنانات مثل الخالة سلوى.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-01-2024 08:54 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |