15-01-2024 09:13 AM
بقلم : سهير بشناق
قبل حرب غزة لم اكن أعرف الصحافي وائل الدحدوح ابن غزة ولربما الكثيرون لم يعرفوه إلا بتغطية صحفية لقناة الجزيرة القطرية ضمن أحداث فلسطين وأخبارها اليومية..
وبعد حرب غزة عرفنا ذاك الصحافي كغيره من الصحفيين الذين هم بعيوننا أبطالاً كأهل غزة ينقلون ما يحدث بغزة بأرواحهم قبل أصواتهم.
ولكنه لم يبق أبداً بمكانه «الصحفي» فقط بل أصبح رمزاً وطنيا حقيقيا محمل بوجع الحرب وقهر القلب.
وائل الدحدوح الذي فقد ابناءه وزوجته في تلك الحرب.. كيف لنا أمام كبر ما فقد إلا أن نتألم وكيف لنا أمام وجعه واحتراق روحه ألا نرى به بطلا من أبطال تلك الأرض التي يكفيها فخراً أن يكون من ابنائها وائل الدحدوح.
وكيف لنا أمام دموعه على ابنائه ولحظات وداعه لهم.. ألا نقف إجلالاً واحتراماً لصبره وإيمانه ووطنيه.. لم نكن حقاً ندرك ماهيتها إلا أمام وائل الدحدوح.
هو ذاك الصحافي الذي أمام مهنيته وإخلاصه لكلمة الحق ولرسالة الصحافة الحقيقية.. نشعر كم هو كبير وكم نحن الذي قضينا ربع قرن وأكثر في مهنة الصحافة لا نزال صغاراً لا نرتقي لمكانة وائل الدحدوح.
كم أوجعت قلوبنا يا وائل.. وكم كبرت أرواحنا ونفوسنا بك ونحن نراك تعود لتمارس دورك كصحافي بعد استشهاد ابنائك وزوجتك بدموع تحاول اخفاءها وصوت نبراته حزن ووجع كحجم حرب على غزة.
ولا تزال برغم ما ألم بك صوتاً لا يعرف الصمت.. وإن صمتت روحه بغياب أفراد أسرته عن حياته لا يهزمه وجعه ولا يثينه ما يحياه اليوم من أن يبقى رمزاً إعلاميا ووسام شرف لكل صحافي عربي.
لربما تنتهي الحرب يوماً وتشرق شمس الحرية على أرض فلسطين من جديد.. ولربما يبقى على أرض غزة مساحات لنزرع بها الفرح من جديد ولنتمكن نحن أيضاً من استنشاق رائحة الفرح بانتصار أهل فلسطين وغرة.. فوجعهم هو أيضاً لنا.. وحزنهم بات جزءا من أيامنا..
لربما تنتهي الحرب ويعلو صوت وائل الدحدوح من غزة معلناً انتصارها.. فنحن لا نزال ننتظر ذاك الصوت.. ولن نمل الانتظار ولو مرت أزمان اخرى فهذا الوطن لا يهزم.
نحن ننتظر يا وائل أن تبث لنا الفرح بصوتك من أرض غزة كما كنت مقاوماً لوجعك وحزنك وأكملت واجبك نحو مهنيتك ووطنك..
فإن كان لا يزال للفرح مكان على أرض فلسطين بانتهاء الحرب وانتصارها.. فان قلوبنا كلها تتسع فقط لصوت وائل الدحدوح.. كم أنت كبير بحجم الوطن وحزنه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-01-2024 09:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |