حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5220

بين حجريّ الرحى

بين حجريّ الرحى

بين حجريّ الرحى

16-01-2024 08:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي سلامة الخالدي
الحجر الأول هي الحرب التي يخوضها جيشنا ضد تهريب المخدرات على حدودنا الشمالية الشرقية، هي حماية للإقليم أولاً ومنعاً لانهيار المجتمع ثانياً وتفادياً لدمار الأجيال؛ هذه الحرب هي قدر الجغرافيا السياسية، ورم سرطاني مزمن، حدودنا الشمالية كانت دائماً مصدراً للأذى، تاريخها غير محمود، في الستين قتلوا هزاع المجالي رحمه الله، وفي السبعين اجتاحوا حدودنا الشمالية، وفي الثمانين حشدوا جيشهم وهددوا وجودنا، وقف جيشنا الباسل بكامل جاهزيته ليصد العدوان، خابوا وخسروا وانكفأوا، تكسرت سيوفهم، تحطمت رماحهم، باءوا بالفشل، نهض الأردن كالعنقاء، يروي للتاريخِ حقد من طوتهم يد الموت في باطن الأرض، امتداداً لتاريخهم الحربي ما زالوا ينفثون سمومهم عبر عمليات التسلل وتهريب الأسلحة وتجارة المخدرات من جنوب سائب تحول إلى وكر للمليشيات الطائفية، ومصدراً لصناعة المخدرات وسوقاً رخيصاً لتجارة الحشيش، لن نتوقع منهم إلا وجع الرأس وألم القلب، نُشفق على شقيق بائس، الأردن جبل شامخ شاهق، الجبل يُفضي بكَ لإحساسٍ عميقٍ بصغر الأعداءِ، يوحي بأنه من الصعب عليهم تسلق سفوح مزروعة بالحراب والبنادقِ وسواعد الرجال.

الحجرُ الثاني هي فلسطين؛ تاريخنا معها أبيضٌ كالثلجِ، مشرقٌ كالشمسِ، الأردن جبل ثابت هادئ مطلٌّ على جبال القدسِ، يُمثل قِمّة القوة والعناد، أمضى دهراً يحملُ جرحَ فلسطين، خاضَ حروب النكبة، عاشَ مخاطرها وأزماتها، وما تقاعسَ يوماً عن معاركها، دفع ثمناً باهظاً، عصفت به الرياح، كسرت جناحه الغربي صاعقةَ النكسة، وما زال على وِقفته الشماء، إلى أن رسا قارب الحربِ على شواطئ غزة هاشم، تدور الآن رحى حربٍ ضروس طاحنة، صراعٌ دموي غير متكافئ، يتابع العالم عمليات بربرية وحشية، إبادة جماعية، محرقة تاريخية، تهجير مليونيّ فلسطيني محاصرين كرهائن في قطاعِ غزة.

داس اليهود على القانون الدولي، وعلى قواعد النزاعات المسلحة، وعلى الأعراف الإنسانية، استخفوا بأرواح البشر، غطّت أمريكا على جرائمَ ضدَّ الإنسانية، أقنعوا العالم بأن العرب أمة من الكُسالى، لا فائدة منها وأبعد ما تكون عن الحضارة، لا يُجدي معها إلا القوة، لكن الفلسطينيين يُقاتلون بضراوةٍ غير مسبوقة، سجّلوا صموداً أسطورياً في حربٍ ظهرت نتائجها قبل نهايتها، جعلوا من غزَّة هاشمٍ مقبرةً للغزاة، سقوا الإحتلال كأس المنايا:

"نرى تحتَ الرَّماد وَميضَ نصرٍ/ يَكاد يكون لَهُ ضِرَامُ" يُقاتلُ الأردن بما يمتلك من قوة ناعمة، على المسرحين الدوليّ والإقليمي، يلعب دوراً وطنياً مشرِّفاً، يعملُ بكامل طاقته لوقف إطلاق النار، يضغط لحماية المدنيين، يعتبر التهجير خطاً أحمر، يَحول دونَ تصفية القضية الفلسطينية، يُحذِر من إعادة احتلال غزة، يؤكد ضرورة وصول المساعدات الإنسانية، يعمل لإيجاد أُفقٍ سياسي لحل الدولتين، ما يقوم به الأردن تنوء منه الجبال، لله در من يغرسون أسنانهم في لحم الأردن، يلوون ألسنتهم بالبهتان، يتنكرون للبئر التي أروت عطشاهم.








طباعة
  • المشاهدات: 5220
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-01-2024 08:41 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم