18-01-2024 12:30 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
ابو النحس المتشائل - في غزة العزة، الطفل سيف ابو حطب، لم يتجاوز عمره عشر سنوات، أصيب بحروق في المعركة اقعدته، اياماً في مشفى ناصر الميداني، يتكلم بحرقة من عاطفة تنزف قهرا ولوعة على عائلته التي قتل منها 29 شخصا مع امه وابية، وهدم بيته، ولم يبقى له من يحضنه ليخفف جراحه النازفة طول الوقت، ويطبب حروقه التي تغطى كل جسمه، فمن يرعاه، من يمسح دموعه عندما يبكي، من يطعمه عندما يجوع ، ومن يفرح معه عندما يتخرج من الجامعة، ومن يرقص في عرسة، ومن يفرح معه عندما يتزوج، ومن الذي يُشعره بطعم الحنان المفقود، ومن، ومن، ومن؟! فلا ام ولا اب ولا اخ ولا اخت ولا جد ولا جدة ولا أقارب ، فلم يبقي الصهاينة من احد إلا هو ، انه الفقد الاعظم
وطفل اخر لم يتجاوز من العمر خمسة عشرة عاما ، اطلق علية جنود العدو الرصاص فاصابوه في رجله، ووصلت اليه نفس الدورية وهو ملقى على الأرض ينزف، فتنافس الجنود من يقتله اولا، فقتلوه جميعا وهم يبتسمون فرحين *ويضحكون
وجرافات تدفن الاموات الشهداء بالجملة في قبور جماعية، وشهداء يغطون الطرقات والازقة باجسادهم الطاهرة ، ودماؤهم في الشوارع تغسل الخذلان والتواطئ العربي الرسمي والشعبي الذي لن تمحوه كل صرخات الأرامل والثكالى وبكاء الأطفال،*الذين اصبحت
الحشائش قوتهم وغذاؤهم اليومي،
عمره ايام معدودة وأشهر وساعات جالس على الأرض. باعين جميلة ، وملابس رثه وعيونه نصف مغلقة لا يستطيع أن يرى فيها، بسبب أشعة الشمس ، وبيده كمشة حشائش يأكل منها بنهم وجوع مزمن، كانه لم ياكل منذ ولادته ، انه لا يميز مذاق الاكل ولا يعتني به ، فقط يريد ان يملء معدته ، فلا أحداً يطعمه ، فامه وابوه وأخواته لا يعرف أين هم ، هل ماتوا ام هم على قيد الحياة ، انها حياة، الانفجارات الصهيونية القاتلة في مناطق غزة فرقتهم ، وها هم أطفال غزة بعد الموت الصهيوني ، وموائد الحكام العرب واثرياء القوم ، ملئ بالبذخ العربي وحبلى بالكافيار وطعام الاغنياء ، فلا بيت لهؤلاء ولا سقف يقيهم مطر وبرد الشتاء، رؤوسهم مكشوفة لقصف الطائرات *تتحدى الموت الذي هزمته شجاعتهم وارادتهم وايمانهم بقضيتهم العادلة، هذه القضية التي شاخت عمرا، وبقيت صبية عروس ، في أعينهم واعين المناضلين المقاتلين،
لقد تفنن العدو وجنوده باختراع أساليب القتل والتعذيب لكل من تطأ قدماه أرض غزة، هؤلاء الناس وهذه الطفولة البريئة التي عاشت هذا الاجرام وهذا العنف القاتل المغلف بالحقد عليهم ، وعلى طفولتهم، سرقوا منهم كل انواع الحنان والحب والعطف والرعاية والحياة الكريمة،
هذا الاجرام لن يمحوه ولن يغفره لهم الزمن، وكل ما صنعوا،من إجرام وفعلوا ، لقد جعلوا الموت لكثرته حدثا يوميا عاديا، أصبح خبراً لا يثير حزنا ولا لطما، ولا بكاء، فاصبحت الأشياء بنظرهم كالماء المفقود لديهم، بلا طعم ولا لون ولا رائحة، وإن هذا غيض من فيض،
فالحقد بدأ ينمو بين اضلاع الطفولة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-01-2024 12:30 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |