21-01-2024 08:41 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
تعيش النساء الفلسطينيات منذ أكثر من سبعين عامًا في ظل ظروف الاحتلال الغاصب المحتل الصعبة للغاية، إذ تعاني من الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة وظلم وقتل، بالإضافة إلى الحصار الذي يفرض على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عامًا.
ومع ذلك، فقد أثبتت نساء فلسطين قدرتهن على الصمود والمقاومة، ولعبن دورًا محوريًا في الكفاح الفلسطيني.
حيث تتحمل المرأة الفلسطينية مسؤوليات كبيرة داخل الأسرة والمجتمع، وتمثل النساء نسبة 48٪ من قوة العمل الفلسطينية، ويساهمن بشكل كبير في اقتصاد البلاد. كما يلعبن دورًا رئيسيًا في تربية الأطفال ورعاية الأسر وبناء جيل التحرير الواعي؛ فهن صانعات قادة المستقبل، وغالبًا ما يضطررن للقيام بذلك بمفردهن في ظل غياب الأزواج أو الآباء فمن قلب المعاناة والحصار والفقر والتيتم وبكل ما أوتين بقوة الصبر والحلم والحكمة للحفاظ على الوطن والقضية والمقدسات الإسلامية، بالإضافة إلى ذلك، تشارك نساء فلسطين بشكل فعال في العمل السياسي والمجتمعي، حيث يشغلن مناصب قيادية في المؤسسات الحكومية والأهلية. كما ينشطن في الدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية، ومواجهة العنف ضد المرأة.
فعندما نتحدث عن قوة المرأة الفلسطينية، نجد أنها تتجاوز الصورة النمطية التي رُسمت لها كضعيفة ومتخلفة. إن قوة المرأة الفلسطينية تتجلى في مجالات متعددة، سواء في الحياة العائلية أو المجتمعية أو السياسية والأخلاقية والتوعوية والنظرة الاستراتيجية الصادقة برغم القصف والقتل والتشريد وكل ملامح الفقد يصممن على التأثير ليكن جزءا من التحرير ونصر الوطن، فتتحمل المرأة الفلسطينية مسؤولية كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني، حيث تلعب دوراً فعالاً في تربية الأبناء والحفاظ على القيم والتقاليد الثقافية والاجتماعية. إن قوتها تكمن في قدرتها على تحمل الصعاب والتضحية من أجل أسرتها ووطنها، مع تحقيق التوازن بين مطالب الحياة والمتطلبات الاجتماعية.
وفي مجال التعليم، تبرز المرأة الفلسطينية بقدرتها على التحصيل العلمي والتفوق الأكاديمي. تعتبر التعليم محركاً هاماً لتمكين المرأة وزيادة فرصها في الحياة. على الرغم من العراقيل والتحديات التي تواجهها، تنجح المرأة الفلسطينية في الحصول على التعليم العالي وتحقيق إنجازات مذهلة في مختلف المجالات الأكاديمية. بالإضافة إلى ذلك، تشارك المرأة الفلسطينية بنشاط في العمل السياسي والمدني. تدخل النساء الفلسطينيات في صفوف الحركات السياسية والمنظمات المجتمعية، حيث يعملن على تعزيز حقوق المرأة والمساواة الجندرية. تعمل المرأة الفلسطينية بجد واجتهاد للحصول على فرصة للمشاركة في صنع القرار وتحقيق العدل والحرية في وطنها.
على الرغم من التحديات التي تواجهها المرأة الفلسطينية، إلا أنها تبقى قوية ومقاومة. تكمن قوتها في إرادتها الصلبة وقدرتها على التعامل مع الصعاب والظروف الصعبة. تتصدى المرأة الفلسطينية للاحتلال والاضطهاد وتصمد في وجه التحديات، مما يُكرس دورها الريادي في نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة.
في الختام، قوة المرأة الفلسطينية تتجلى في إيمانها القوي بأنهم أصحاب أرض، فرغم ألم فقد الأرواح الغالية فكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه عندما سئل أهناك أشد من الموت؟ قال نعم: فراق الأحبة أشد من الموت، فتسطر المرأة الفلسطينية أبهى وأعظم صور الثبات بين الأروح الصاعدة والرشقات ويبقى تصميمها على النصر عقيدة، وإرادتها القوية لتحقيق التغيير وتحرير مقدساتها الإسلامية واستعادة أرضها المغتصبة، فالله نسأل لهن الثبات والحفظ والقوة والتمكين والتمتين والنصر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-01-2024 08:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |