21-01-2024 04:45 PM
بقلم : السفير قيس شقير
عرضٌ مشرّف قدّمه النشامى اليوم أمام المنتخب الكوري، فلم تمنعهم ضربة الجزاء المبكرة من أن يجولوا أرض الملعب، ليحلّقوا بهدفين بعدها. هي روح الفروسية التي تعتمر نفوس النشامى فالفوز نصرٌ، ومسؤوليةٌ أمام آلاف تحضر، وملايين تشاهد، وأعينهم تجوب معهم أطراف ميدان اللعب سعيًا إلى الفوز.
هي روح الفروسية، التي جعلت من روّاد الكرة الأردنية يبدعون رغم قلة الإمكانات المساندة، فلم يكن رفاق مصطفى العدوان: طالب ازمقنا، وحسونة يدج، والبردويل والغزاوي، ونادر سرور، وسمير مولود، ولا النبيلان خوري، والتلي وغيرهم متفرغين للعب، بل كانوا يتركون وظائفهم وأشغالهم أداءً للواجب، وممارسةً لعشقهم الكروي. ولم يتح لهم الاحتراف، ولا عقد الصفقات للانتقال من نادٍ لآخر مقابل مردود ماليٍ كبيرٍ، ومع ذلك لعبوا، فأبدعوا.
وكانت روح الفروسية حاضرةً أيضًا في جماهيرنا التي كانت تزحف إلى ستاد عمان الدولي تشجع فرقها والتي كانت ستةً حتى منتصف السبعينات: الفيصلي، والجزيرة، والأهلي والجيل، والحسين والعربي، ولتؤازر منتخبها في رحلةٍ كانت طويلةً نسبيًا، إذ لم يكن يضمن معظمهم توفّر وسيلة المواصلات للعودة الى بيوتهم بعد انتهاء المباريات، فلم تكن عمان الممتدة اليوم كما نعرفها، بل كانت المدينة الرياضية، وبجوارها الجامعة الأردنية ومستشفى عمان( الجامعة الأردنية اليوم) يعلو تلتها، في فضاءٍ واسعٍ لا تصله وسائل النقل بما يكفي اعداد المشجعين.
هي روح الفروسية التي تقتضي من إعلامنا الرياضي تعزيزها بتذكّر هؤلاء الرواد ببرامج تسرد سيرتهم الذاتية، وما قدموا، لتصل إلى جيل اليوم، فتكتمل عنده الحكاية؛ حكاية البناء والتضحية، لا في مجال كرة القدم فحسب، بل وفي كل ما يجمعنا، ويرفع اسم الأردن في المحافل كافةً.
كان لمنتخبنا أن يفوز بجدارة؛ بجدارة اللعب المحترف، وروح الفروسية الدافعة للإنجاز، ولعل الفرصة ما تزال قائمة فيما تبقى من أيام البطولة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-01-2024 04:45 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |