21-01-2024 04:50 PM
المحامي معتز نبيه الدهني - في بيئة العمل خاصة وفي الحياة عموماً نقابل العديد من الشخصيات يومياً، يمكننا الحُكم عليها وتفريدها من طبيعة المعاملة والصفات والتصرفات التي نلمسها منهم، ولا نعيّنُ أنفسنا حُكَّاماً عليهم أو أوصياء لكن ينبغي أن نعرفهم ونعي كيف نتعامل معهم وبذات الوقت نحذر منهم ونعرِّي سلوكهم ليرتدعوا عن سلوكهم المُشين والضار للمؤسسة ومن يعمل فيها، ويمكن نعتهم بالأشخاص السامّين حيث أنهم يبثَون سموم شخصيتهم على الآخرين فيفسدون البيئة المحيطة بهم ويزرعون فيها الخلافات والمشاكل .
والوصولية ببساطة تدل على السلوك الإجتماعي الذي يمارسه الفرد عندما يكرَس كل نشاطه الاجتماعي لهدف الترقي في المنصب، رغم قلة كفائته وعدم استعداده لتنفيذ المتطلبات المعروضة عليه، وهي شكل من الأنانية في الميدان المهني، حيث أن الوصوليون يُبيحون لأنفسهم إإستخدام جميع الوسائل للوصول لأعلى المراكز ولو على حساب الآخرين، لا يهمهم أن يظلموا الآخر ولا يردعهم مبدأ ولا حتى أخلاق، المهم هو الوصول والحصول على مكاسب لا يستحقونها، ضِعاف الشخصية وقليلوا الخبرة وضيقوا الأفق تفكيرهم سطحي محدود .
ومن الأسباب التي تجعل الإنسان وصولياً هي وجود تجارب محيطه وهي التي حدثت في الطفولة و القلق وافتقاد الدائم إلى الإحساس بالأمان وأيضاً عدم الأستقرار والأكتفاء العاطفي وعدم إشباع جميع الحاجات لديه.
أمّا عن السمات السمّية التي يحملها الوصوليون السامّون الذين يتصفون بسلوكيات سمّية هناك عدة سمات لهم منها:
– عدم الإستماع للآخرين وتقبل آرائهم وتنفيذ آراءه التي تخدم مصالحه الشخصية.
– النرجسبة والإفراط في الترويج لنفسه خدمةص لذاته على حساب أهداف المؤسسة، يدّعي معرفته بكل شيء وغيره لا قمية لما يعرف ويمتلك.
– الخداع وتجاوز الانظمة والتعليمات وتغييرهاأن استطاع عن طريق التدليس والكذب وتجميل الأمور وخداع الآخرين.
– الإفتقار إلى الفسلفة الأخلاقية التي توجِّه قرارته وعدم الاهتمام بقيم ومباديء العدالة والسلوك المنصف والتوجه لتحقيق الشهرة والمنصب والسلطة.
– يملك القدرة الكبيرة على الاستحواذ الدائم على جميع الأفكار الخاصة بالأخرين ونسبها لنفسه، حيث أنه لا يتوانا عن العرض الخاص بالفكرة وهي قد تم تقديمها سابقاً أثناء اجتماع العمل من قبل شخص آخر.
– حُبُه ُللإطراء وتمجيد أعماله ومنجزاته، التسلق والخنوع والتذلل لكل مسؤول من خلال التصرفات الدونية وهدر الكرامة وإراقة ماء الوجه.
– التردد على مكاتب المسؤول والتجول على أصحاب القرار وإستهلاك وقتهم بلا نفع من خلال الكلام ونسج الوعود والجعجعة بلا طحن.
– مضايقة الآخرين والاساءة إليهم وتهميشهم والوشايه والكيد لهم .
ومن افضل الطرق للتعامل مع من لديهم الكثير من الأمراض النفسية والتي منها الشخصية الأنتهازية والوصولية وغيرهم من الشخصيات الأخرى ( وهذا ما نجده في بعض الزملاء في العمل أو في الأهل أو الأقارب )، حيث علينا أن نتعرّف عليهم ونحدّدهم ، كما أن علينا عدم الخوف منهم وقطع العلاقة غير الرسمية معهم فالعلاقة المُتعبه يجب بترها وهذا افضل، وعلينا أيضاً التعامل معهم بشكل رسمي بحث فقط و ينبغي مواجهتهم وتعرية فشلهم واثبات وصوليتهم في العمل ، كذلك يتوجب نقد أعمالهم غير الصحيحة وبيان قصورها وأن نبّين الجوانب الإيجابية لكل عمل اظهروا سلبيته المزعومه ونقدوه بلا مبرر.
كم أن من أنجع الطرق للتعامل مع الوصولي الإنتهازي إثبات عكس نظرياته الكاذبه من خلال براهين علمية معرفية ومن خلال الدليل والبرهان والحجج الدامغة، بحيث يكون جلياً للجميع اّنهم زوَّروا الحقيقة وقلبوا الأمور وحرَّفوها، ولا ضير من إسداء النصيحه لهم بشكل غير مباشر بضرورة تصحيح المسار والعوده إلى جادة الصواب وترك التصرفات المُشينه اللأخلاقية والضاره للعمل ومن فيه.
وفي النهايه تبقى النفس البشرية عصيّة على التحليل التام والتصويب الكامل وعلينا أن نتعامل مع كل الأنواع ولكن الأهم أن نعي صفاتهم ونتقن التعامل معهم ونخفف من ضرر سلوكهم السلبي ومحاولة معالجتهم وتصحيح مسارهم قدر الإمكان من خلال تعريف الآخرين بهم والوقوف ضد كل تصرفاتهم وتقليل أثرهم الضار وتحجيمه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-01-2024 04:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |