بقلم : سهير بشناق
يقولون أن مراحل الطفولة تحكم الإنسان طيلة أيام حياته ولو نسينا تفاصيلها ولم ننس دفأها.

تلك الطفول المحمل بقسوة رجل لم يكن يعلم انها سترافقه بمراحل حياته تلك القسوة التي نفرضها على الرجل برجولة زائفة تحيطه من بداية حياته تحول بينه وبين أن يحيا بدفء قلب ورقة أيام.

لأنه يحمل معاني الرجولة فهو يحبس ألف دمعة بالعين فالرجل لا يبكي.

يعلمونه أن يقسو على نفسه مرة وعلى الآخرين مرات فالقسوة تليق بالرجولة التي كلما تعمقت معانيها البعيدة عن الضعف الانساني والقدرة على التعبير عن الحب باعماقهم باتت حياتهم مقيده بافكار ومعتقدات تحرمهم من ادراك.. كيف يمكن للعمر ان يكون اجمل وأكثر دفئا إن لم نقيد قلب الانسان ومشاعره والبوح بالمه وضعفه واحتياجه دون أن نتقص من وجوده وكيانه.

يخجل الرجل بعد ان يودع مراحل الطفولة من ان يعود لحضن «أمه» فهو قد اصبح رجلا.

ويخجل من ان يعبر عن ألمه فالصبر والتحمل لا يحتملان لحظات ضعف والرجل لا يضعف.

تلك القسوة التي تحيط بطفولة رجل لن تنتهي ابدا سترافقه بالحب وبكل العلاقات الانسانية ومواقف الحياة.

وكل قسوة قلب ستخلف وراءها قلوبا حزينة لا تدرك لحظات السعادة.

وكل قسوة قلب تخفي وراءها مشاعر لن تتمكن من البقاء على قيد الحياة فالبوح بما في اعماقنا يمنح من نحبهم الفرصة ليكونوا لنا مرفأ آمان نحتاجه دوما.

تلك القسوة والمعاني التي نعتقد أنها هي الرجولة لن تمنح قلوبهم القدرة على الحب..

فالحب دون قيود على قلوبنا هو دمعة وقت الالم والوجع لغياب من نحب.. وهو اعتراف بالضعف ولو للحظات امام من نحب.

وهو أن نبوح لمن نحبهم بمكانتهم بايامنا دون أن نخجل من ذلك.

الرجال يتألمون ويحتاجون ويضعفون.. ويعتريهم الحنين لحضن «أم» غابت.

الرجولة يد تحنو وقلب يتسع لحب ولحضن «أم» لا يخجلون أبدا من العودة إليه كي يبقوا رجالا حقيقين.

فالرجولة ومعانيها لا تبدأ من تحجيم حق الإنسان بأن يضعف مرة ويحزن مرة اخرى ويعبر مرات ومرات عن مشاعره كما هي.. ويمنح ذاته ومن يحب أياما ليست قاسية فالحياة لم تعد تحتمل قسوة بشر لتصبح أكثر صعوبة وأقل شغفا.