بقلم : د. مرام أبو النادي
الفصل الدراسي الثاني؛ كيف يراه معشر المعلمين، الطلبة، أولياء الأمور، وحتى القائمين عليه في الوزارة؟؟
هل يرى المعلمون فيه استكمالا لخطط لم تتحقق على مستوى المناهج بأهدافها، ومهارات الطلبة التي لم تصل إلى درجة الإتقان، نتيجة عدة عوامل قد يكون أهمّها: التركيز على بعد واحد وهو البعد المعرفي النظري، أو لعدم التمكن من إدراج المهارات بشكل دوري ضمن الأنشطة المخصصة للمواد في الفصل الدراسي السابق؟؟
أم يرى أصحاب القرار فيه بداية لتجارب جديدة، دون الالتفات إلى تقييمات البرامج السابقة والتي كانت جديدة في فصل سابق أو سنوات سابقة؟؟
أم يرى فيه بعض الطلبة العد التنازلي لنهاية العام الدراسي؛ وتقدير هذا الاحتمال يكون وفقا لدافعية هؤلاء الطلبة واتجاهاتهم نحو التعليم والتعلم ومن متطلبات الوصول إلى النهاية استكمال الأشهر المتبقية والتي سيتخللها الكثير من العطل الرسمية. وفي هذا يمكن تعرّف بوصلة بعض أولياء الأمور نحو الفصل الدراسي الثاني فيرون فيه استكمالا لنمط الحياة وأعني بذلك الشأن التنظيمي في كل أسرة لا سيما إن كان الوالدين من الفئة العاملة.
قد يُظَنُّ أن كل ما سبق يندرج تحت التخمينات الشخصية، إلا أنه لم ينسل إلا من واقع معاش نلمس آثاره؛ ولكن الأمر لن يخلو من بشائر الخير في الفصل الدراسي الثاني فالكثيرون سيعتبرونه العهد الجديد من الفرص والتحديات التي سترافق كل بداية.. سيعيشه المعلم ليسخر نفسه فيصنع الفرصة الحقيقية أمام طلبته للتعلم بكل أنواعه، وسيبتهج الطلبة بوجود فرصة جديدة مع هذه البداية لتصويب ما لم يحسنوا تعلمه وإضافة الجديد من المعارف والمهارات ليكون التنافس مشروعا للنهل من بحر العلم؛ وسيرى فيه أصحاب القرار فرصة جديدة للتقويم عن كثب ومتابعة ما يمكن الاتفاق على أنه عقبة تحجز طوفان التعليم الجارف المتسارع... وسيرى فيه أولياء الأمور أن كل يوم في هذا الفصل هو لبنة تزيد في ارتقاء أبنائهم ليكونوا جند الوطن المسلحين بنور العلم والمعرفة والإيمان بأدوارهم.